الرغبة في الهيمنة على تازة سياسيا تفقد حزب البام مركز الأغلبية المسيرة للمجلس الإقليمي

0

جمال بلـــــة

وانتهى السباق نحو رئاسة المجالس، وخلف وراءه معارك سمع صيتها في أقصى أركان العالم، ومباشرة بعد الاعلان عن النتائج النهائية عقدت الاجتماعات على عجل لبناء تحالفات بين مكونات الأحزاب السياسية المتصدرة للوائح الترتيب وحتى التي تذيلتها، فحبست ساكنة تازة أنفاسها انتظارا لما ستؤول إليه نقاشات الجلسات واللقاءات الماراطونية في الكواليس وتحت جنح الظلام… لثبيت قاعدة التحالفات لرئاسة المجالس المنتخبة، هذا المشهد عمم على باقي المدن والقرى، الكل شمر على ساعديه في انتظار المولود الجديد الذي ستحمل مسؤولية تدبير الشأن المجالس “الجماعية والإقليمية”.

 لتستفيق مدينة تازة على وثيقة عبارة عن ميثاق شرف موقعة على ورق للزبدة من طرف وكلاء اللوائح، تعهدوا من خلالها أمام الله وأمام التاريخ وأمام عموم الناس، على أن لا تكون رئاسة المجلس الجماعي المستقبلي بتازة، إلا من نصيب وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة السيد عبد الواحد المسعودي عن حزب الجرار….فكان له ذلك.

وعلى مستوى المجلس الإقليمي كانت المفاجأة كبيرة، حين تغلبت الارادة والحكمة والمصلحة العامة، على كل شيء، وأفرزت تركيبة مكونة من أغلبية مريحة تحت رئاسة عبد الإلاه بعزيز عن حزب الأحرار، تركيبة عادلت اغلبية الميثاق الشرف المنسم برائحة الزبدة، وفاقت توقعات البلاغ الرقم 2 لتشكيل هذا المجلس، مفاجأة جاءت لتضع حدا لكل التربصات والتكهنات التي سبقت تأويلات البعض، كما أنها اربكت حسابات آخرين كانوا يعولون على الهيمنة لقيادة سفينة المجلس الإقليمي بتازة… ضدا في قرارات الامناء العامين لأحزاب التحالف الثلاثي المشكل للحكومة وخلافا لما تم الإتفاق عليه مسبقا تحت جنح الظلام إستنادا على المقولة المشهورة كلام الليل يمحوه النهار.

وفي قراءة أولية من خلال ميثاق الشرف والبلاغ رقم 2، تحت شعار “من ليس معنا فهو عدو لنا ” مقولة تكشف رؤية أحادية وعلى رأسها تكريس مفاهيم وآليات القبلية، والمراد منها استقطاب الاعضاء على مستوى المجالس لتتبيث الهيمنة السياسية بتازة، ليكون بذلك حزب الأصالة والمعاصرة قد أبان على ضعفه في التعامل مع الأحداث للحفاظ على الأغلبية المتحالفة ليجد نفسه منفرد في خانة المعارضة، بعد أن انهى السباق نحو رئاسة المجلس الإقليمي بصراعات قوية وخلافات حادة قد تجر عليه الويلات على مستوى المجلس الجماعي، فضلا عن اتهامات متبادلة بالخيانة في اقتسام كعكة المناصب والمكاسب، وعدم الالتزام بما تم الاتفاق حوله للتحكم في جميع القرارات المجالس الجماعي والإقليمي.

        لكن ما يهمنا هنا، هو أكبر بكثير من هذه الصراعات والتنافس للوصول إلى برج المراقبة والهيمنة على دواليب الشأن بالإقليم، هو مصلحة مدينة تازة وساكنتها التي عانت الويلات من ضعف خدمات المجالس المنتخبة السابقة وغياب إستثمارات حقيقية توفر فرص شغل قارة لأبنائها،

واليوم الطريق سالكة أمام المجالس الحالية بالمدينة لتقديم الخدمات للساكنة إعتمادا على الهدف السامي من ممارسة السياسة الذي هو تحقيق المصلحة العامة بالنسبة للمواطنين كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والطبقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!