حوار حصري للإخبارية 24 مع رئيس الجماعة الترابية “الطاوس ” مرزوكة موقع إستثنائي يجب أن يعالج بموقف إستثنائي و ميزانية خاصة

0

“مرزوكة موقع إستثنائي يجب أن يعالج بموقف إستثنائي و ميزانية خاصة”

مليكة بوخاري

في لقاء خاص مع الجريدة لمناقشة الوضع التنموي المتعلق بجماعة “الطاوس” ، مرزوكة ، و كيفية الإستفادة من الإمكانيات المتاحة محليا ، خاصة في المجال السياحي ، من أجل تحقيق التنمية و التنمية المستدامة ، و تجاوز المعيقات التي تعوق تطور الإستثمار في هذا المجال الإستراتيجي و الحيوي ، أكد رئيس الجماعة الترابية “بورشوق أحماد” أن المنطقة تعتبر “موقعا إستثنائيا يجب أن يعالج بموقف إستثنائي و قانون خاص لوضع خاص و بميزانية خاصة” ، و أن “السياسة هي العمل مع الناس و بناء الثقة و ليس أن يحملوك في “العمارية”
فبعد أن أشار رئيس الجماعة الترابية “الطاوس” إلى المجهود الجبار الذي خيض ضد ما أسماه سياسات الدولة و الطبيعة ، و إبرازه للمشاكل التي تعاني منها الجماعة و المرتبطة بشح الموارد المالية ، و التي تحول دون تحقيق الأهداف التدبيرية للموارد في أفق خلق التنمية المنشودة ، أخدا بعين الاعتبار شساعة المساحة الجغرافية ، حيث أن ثلث هاته المداخيل هي من عائدات الضريبة على القيمة المضافة و الذي تمتص معظمه ميزانية التسيير .
و أضاف أنه و مع ذلك فقد تم تحقيق و إنجاز مجموعة من المشاريع الطموحة و الكبيرة ، من جهة الربط الكهربائي الذي وصل إلى نسبة 100 في المائة ، فيما وصل الربط بشبكة الماء الصالح للشرب إلى 98 في المائة ، و سيصل إلى 100 في المائة مع استكمال إنجاز الشطر الرابط بين جماعة “الطاوس” و جماعة “سيدي علي” ، و هو المشروع الذي لا زال في مرحلة الدراسة .
أما فيما يخص البنية التحتية الطرقية ، و التي تعتبر ركيزة أساسية للتنمية المحلية ، فقد أشار رئيس المجلس الجماعي ، إلى إنجاز الأشطر الخاصة بالطريق الوطنية رقم 13 من خلال إنجاز الشطر الرابط بين “الريصاني” و مركز “الطاوس” ، و الطريق الجهوية رقم 702 الرابطة بين “ارفود” و “مرزوكة” ، إضافة إلى الطريق الرابطة بين “الطاوس” و “المحاميد” ، و التي تعرف إنجاز 20 كلم في اتجاه جماعة “سيدي علي” .
و في مجال الربط بشبكة صرف المياه العادمة ، فقد أفاد رئيس الجماعة أن الطموح تحقق نسبيا في المراكز الكبرى ك “مرزوكة” و “حاسي الأبيض” ، فيما لا يزال الطموح كبيرا لإتمام الربط الشامل لباقي المناطق بهاته الشبكة .
و فيما يتعلق بالواقع السياحي العام و معيقات التطور و الدفع بهذا المجال للأمام ، تماشيا مع السياسة العامة الهادفة الى تشجيع هذا القطب ؟ فقد أوضح “بورشوق” أن المطلوب هو تقنين مجموعة من الأنشطة ذات الارتباط بالمجال السياحي لضمان التطور و الدفع بالتنمية للأمام ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال القطع مع الفوضى القائمة ، و تقنين هاته الأنشطة السياحية و كذلك الرياضات الميكانيكية المنتشرة في المنطقة ، و تجاوز واقع الفراغ القانوني الذي يضيع على الجماعة مداخيل هامة ، و هو ما يجعل الممارسين و زائري المكان في وضعية عشوائية قد يكونون أحد ضحاياها ، لا قدر الله ، علما أن الترخيص غير خاضع لقانون منظم و زجري لكل المخالفات ، بل يخضع فقط لترخيص ممنوح من طرف الوالي ، إن المأمول هو التنقيط السياحي بشراكة مع وزارة السياحة ، لكن المطلوب أكثر هو التطبيق ، فوجود دفتر تحملات على أهميته لا يحل المشكل في ظل وضعية الفراغ القانوني الذي يلف الأنشطة السياحية و الرياضات الميكانيكية ، و الدفع في اتجاه التفعيل النصي و القانوني للأنشطة الممارسة ، و الزجري للمخالفات المسجلة ، فذلك سيكون المدخل الفعلي لكل تنمية و تنمية مستدامة .
إن موقع المنطقة كنقطة استثنائية يجب أن تعالج أوجاعها بموقف استثنائي ، و من بوابة قانون خاص للتعامل مع هذا الوضع الخاص ، و من خلال ميزانية خاصة أيضا ، إن الجهود يجب أن تكون استثنائية لتحقيق الأهداف المرجوة لضمان الاستدامة في الموارد و تحقيق الأهداف التنموية ، فما هي التنمية إذن ؟ إنها بكل بساطة تعني ربط الساكنة بالإنتاج من أجل تحسين الوضع العام ، أي ضمان استمرارية التنمية و استدامتها ، و هو ما استطعنا النجاح فيه ، فالناس وضعهم تحسن بشكل كبير .
فمنذ سنة 1996 لم يكن هناك أي شيء ، ما كنا نجده هو الربط الكهربائي لمركز مرزوكة فقط ، و عدد السكان لم يكن يتعد 4000 نسمة سنة 2004 ، نتيجة الهجرة ، فمن بقي هم من لهم عشق للأرض فقط ، لكن نتيجة للمجهودات التي بدلت انقلب الوضع و أصبح عدد السكان يقارب 8000 نسمة و ذلك ابتداء من سنة 2014 ، و كل ذلك بسبب ما ركبناه من تحد من أجل تحقيق التنمية المحلية و الإقلاع الاقتصادي و بالتالي الاجتماعي ، و نحن نعلم أن المدخل هو انجاز البنية التحتية ، خاصة الطرق و الماء و الكهرباء و التعليم و الصحة ، فكلها تبقى عناصر أساسية في عملية البناء المستقبلي ، الآن أصبحت كل الدواوير (14 دوار) تتوفر على مدارس ، كما أننا نتوفر على مركز صحي بمرزوكة ، و مستوصفين صحيين بكل من “حاسي الأبيض” و “مركز الطاوس” ، و الوضع التعليمي تعزز بخلق ثانوية تأهيلية “مرزوكة” التي أتت لتعزز ثانوية “ثملالت” ، إضافة إلى مدرسة جماعاتية …. الخ .
و عن سؤال حول الوضع السياحي و عمل المجلس لدعم القطاع و مساهمته في الرفع من المردودية و التنظيم داخله و القطع مع العشوائية ؟ أبرز رئيس المجلس الجماعي ، أن 125 مشروعا سياحيا من جميع الأحجام و المستويات رأى النور ، في السابق كنا نحصي عددا قليلا من السيارات و الشاحنات لا تتعدى ست عربات ، الوضع تغير الآن قل أن نجد منزلا بلا سيارة 4 * 4 ، فهناك تحسن للأوضاع بشكل كبير ، بعد أن كانت المنطقة تعيش في أثون الفقر المدقع ، و هدفنا هو بناء الإنسان و تحريره ماديا من خلال دعم مجموعة من المشاريع المدرة للدخل كالنقل السياحي عبر الجمال ، و استثمار الذهب و الألماس الذي حبانا الله إياه عبر الرمال ، فضلا عن الاستفادة من معدني البارتين و الرصاص اللذان تزخر بهما المنطقة .
كل هاته الأحلام لا بد من تعزيزها من خلال الترافع بشكل منطقي حول قضايا و مشاكل المنطقة ، و انتهاج سياسة الوضوح و الصراحة مع الساكنة بدل لغة” بيع الوهم” خلال الاستحقاقات الانتخابية ، يجب أن يسود الوضوح و صدق العلاقة مع المواطنين خلال مرحلة عرض المشاريع و الوعد بإنجازها ، و تجاوز منطق استغباء الآخرين و استغلال الدين و سذاجة المواطنين من أجل تحقيق الأهداف النفعية ، فحبل الكذب قصير ، كما يقول فيلالة .
إن المطلوب أكثر هو نهج منهاج الصراحة في التدبير الجماعي و المؤسساتي ، فمن الممكن أن تنطلي الحيلة على الناس في المرة الأولى و الثانية ، لكنها لن تنطلي عليهم أبد الآبدين ، فثقة الناس لا تشترى بالمال ، و العمل الجماعي ليس إرثا ، بل تداولا في السلطة ، و لا بد من إعطاء الشباب الإمكانية لتحقيق الطموح المشروع في التدبير بمنطق جديد و آليات علمية حديثة ، فالسياسة هي أولا و قبل كل شيء العمل مع الناس و بناء الثقة بين الجميع و ليس أن يحملوك في “العمارية” ، و من الضروري إعطاء الأولوية للشباب في عملية الاستثمار ، و هو ما عملنا على تحقيقه ، ف 98 في المائة من المشاريع الاستثمارية الممنوحة تعود لشباب المنطقة ، و هو الأمر الذي جعلنا نحقق نقلة هامة بعد أن كان المواطن يبحث ، و الدمع يلف عينيه ، عن فرصة عمل في الإنعاش الوطني ، أصبحنا الآن في وضعية لا نجد من يعمل في مجال جمع النفايات ، إنه تحول اجتماعي هام سجلناه و خلال مدة قصيرة جدا .
و حول الآفاق المستقبلية ، و المأمول من المصالح الجماعية و الدولة من أجل دعم و تطوير المجال السياحي الذي يعتبر العصب الأساسي للمنطقة ؟ قال “بورشوق احماد” رئيس الجماعة الترابية “الطاوس” إنه ليس هناك بديل عن السياحة في المنطقة ، و هو الأمر الذي يتطلب معالجة استثنائية من خلال مقاربة محلية و الحفاظ على تلك الموارد و تعزيزها بما يحقق الاستدامة في الناتج .
إن المطلوب و المأمول هو تدخل جميع القطاعات الحكومية من أجل تأهيل “عرق الشبي” نظرا للسمعة التي أصبح يحضى بها و التي وصلت للعالمية ، و لذلك فمن الواجب أن تعطى له أهمية خاصة ، و ذلك من خلال مخطط خاص ، حتى يصبح رافدا أساسيا من روافد التنمية المحلية و الإقليمية و الجهوية و الوطنية ، و نحن كمجلس مستعدون للعمل إلى جانب جميع المتدخلين في المجال ، مع التفكير في تنويع و تحديث الموارد ، كما يجب التفكير جليا في خلق فضاء للمغتربين و تحفيزهم من أجل صرف الأموال داخليا ، و العمل على تأهيل المنطقة إسوة بباقي مدن الشمال ، و في هذا السياق تم وضع العديد من الملتمسات من أجل اعتبار المنطقة مركزا صاعدا ، لكن تلك الملتمسات لحدود الساعة لم تر النور .



 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!