جمال بلـــة
مع اقتراب نهاية العد التنازلي لموعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026، تعيش مدينة تازة صراعات شرسة ومحتدمة بسبب حرب التزكيات داخل الأحزاب، بعدما بات عدد من الوجوه البرلمانية المحلية التقليدية تطلق سيقانها لسباق مبكر لضمان مواقعها في لوائح الترشح من خلال إعادة رسم معالم جديدة للمشهد السياسي بالإقليم، وحشد الدعم قصد الظفر بمراكز متقدمة في الاستحقاقات المقبلة، حتى وان تطلب الامر دعم مرشح شاب جديد للبرلمان لقطع الطريق على برلماني تقليدي وهذا ما سيزيد من تعقيد أجواء التنافس والترقب حيث ستشهد الساحة السياسية بالمدينة صراعات شرسة بين الوجوه التقليدية وأسماء جديدة تسعى إلى فرض نفسها سياسيا.
أحزاب الوجوه البرلمانية المحلية التقليدية أصبح أمام خيار صعب، يتجلى في إرضاء طلبات عدد من المناضلين الذين يرغبون في الانخراط في التنافس الانتخابي، في الوقت الذي يبحث الحزب فيه عن كائنات” انتخابية” واستقطاب الأعيان لضمان أكبر عدد من المقاعد الممكنة التي تخول له التقدم في قائمة الأحزاب المتصدرة للمشهد السياسي.
وهذا التداخل بين منطق الاستمرارية ورغبة التجديد سيزيد من حدة الصراع الداخلي للأحزاب وسيشعل التنافس مبكرا، وبالتوازي مع ذلك، حرب الاستقطابات بدأت في عدد من التنظيمات السياسية في سياق الترتيبات المبكرة الجارية تحضيرا لاستحقاقات 2026، ماعجل بمؤشرات المتاعب بالاحزاب تظهر للعلن بسبب تهديد نزيف استقالات داخل الاحزاب في ظل توصل بعض القياديين والمناضلين بعروض من أحزاب سياسية منافسة تطالبهم بالالتحاق بها.
كل هذا يفتح باب النقاشات حول الخطر الأكبر الذي يتهدد العملية الانتخابية متمثلا في استمرار العلاقات المشبوهة التي تحيط ببعض المرشحين، فقد بينت الانتخابات السابقة أن حضور المال الفاسد والزبونية جعل الانتخابات لبعض المرشحين مصدر مربح قصير المدى، والاغتناء غير المشروع.. أسفر ذلك عن إعادة إنتاج الفساد السياسي وتغليب منطق الصفقات على المصلحة العامة، وعن ضرب ثقة المواطن في السياسة بما عزز العزوف ورسخ صورة سلبية عن الأحزاب، فضلا عن إضعاف الدولة والمجتمع معا.
















إرسال تعليق