الذكاء الترابي والتنمية المستدامة

0

حكيمة القرقوري

الذكاء الترابي والتنمية المستدامة إن تحقيق تنمية متكاملة ومتكافئة من منظور جهوي لن يتم الا بتحديث الرؤى والمطامح وتوظيف الوسائل والإمكانات المتاحة من موارد مادية وبشرية وأنظمة معلوماتية متطورة، وعلى ضوء ذلك اعتبر خبراء الذكاء الترابي أن اعتماد هذا الأخير هو الحل الأنسب لمحاربة الفوارق بين الجهات وإحداث تنمية متوازنة فيما بينها والقضاء على الأثر التفقيري الذي يحدثه نمو جهة على حساب جهات أخرى بفعل انطوائها وانغالقها على نفسها، فالذكاء الترابي يعتبر استراتيجية مالزمة لروح المسؤولية تستهدف تغيير العقليات على المستويين المركزي والجهوي، كما تعتمد على التخطيط والتشاو والإبتكار واليقظة والمساهمة الفعالة لكل الفعاليات على المستوى الجهوي. تهدف التنمية الترابية المستديمة الى تنمية شاملة باستطاعتها إدماج كل الإعتبارات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، و خلق اقتصاد أكثر فاعلية في استخدام الموارد، أكثر خضرة وأكثر تنافسية، إن التنمية تأخذ بعين الإعتبار سلامة الأوساط البيئية وما تستطيع تحمله فالإستدامة تعني سعي الجماعات الترابية دائما للأفضل والقابل للإستمرار كما تمثل التنمية المتوازنة هدفا استراتيجيا لسياسات التنموية في كافة الدول وهو ما يعني ضمنيا مراعاة مبدأ العدالة الإجتماعية والإقتصادية في مجالات توزيع الفرص وتثمين للموارد، ومن تم تحقيق تنمية منصفة تطال الجميع بصورة متوازنة ، فأمام الصعوبات الإقتصادية والتفاوتات المجالية وارتفاع السكان بدأ التراب يفقد أكثر فأكثر صفة الفضاء المنظم، وانطالقا من هذه الملاحظة يبدو واضحا أن التراب الحالي في حاجة إلى وضع وتطبيق منهجيات جديدة ذكية في تحليل ديناميته وحل المشاكل التي تقع به.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!