كاف الغار والنخب الجديدة الغير قادرة على الدفع بعجلة التنمية

0

تغطية : جمال بلـــــة / متابعة الحسين المشواحي.

إستبشرت ساكنة كاف الغار خيراً حيث عبر الكثير منهم وخاصة شباب المنطقة عن أملهم في أن يتمكن المجلس الجديد المنبثق عن إنتخابات 08 شتنبر2021 ، من تغيير العديد من أوضاعهم التي أثارت استيائهم وتذمرهم في ظل ما أسموه “سوء تدبير المجالس المتعاقبة “ التي تهافتت على خدمة مصالحها الخاصة بدل تطبيق برامجها الإنتخابية على أرض الواقع ، التي غالباً ماتظل حبراً على ورق ، مما يتسبب في إهدار كبير للزمن التنموي وعدم خدمة المصلحة العامة في العديد من الأوراش التنموية التي تبقى موقوفة التنفيذ ولم يستفد منها لا السكان ولا الشباب على وجه الخصوص ، على حد انتقادتهم على صفحات التواصل الإجتماعي أو كما جاء على لسان أحد أعضاء المجلس المنتمي للأغلبية خلال الدورة الثانية للمجلس.
وما وقع في دورة المجلس الجديد الذي لا يبشر بالخير حيث تبين أن نتائج إنتخابات 08 شتنبر2021 ، جاءت لتكريس الأمر الواقع ، إفراز وجوه لا صلة لها بالإرادة الشعبية وبعيدة عن طموحات الإصلاح والتغيير، ولا علاقة لها بآحترام القوانين المنظمة للمجالس الجماعية ولا حتى الدستور ، أعضاء تحركها أيادي خفية لم تستطع الحصول على مقعد داخل تشكيلة المجلس إما خوفاً من أن تطالها أيادي المجلس الأعلى للحسابات بعد أن عمَّرت لأكثر من 20 سنة في تسيير أم الجماعات فحولتها إلى خراب ، أوخوفاً من معارضة تسعى بكل جهد إلى إرجاع إسم كاف الغار إلى سابق عهده ، بمساندة شباب أُحبط بسبب أوضاع إجتماعية وإقتصادية، وأن طموحاته قتلتها أكذوبة البرامج الإنتخابية المعسولة للمجالس السابقة بكل مكوناتها “أغلبية ومعارضة”.
ووفق ما عاينته جريدة الإخبارية 24 ، على هامش النقاش المفتوح داخل قاعة الإجتماعات لجماعة كاف الغار بمناسبة الدورة الثانية للمجلس والمتعلقة بتشكيل اللجان الدائمة للمجلس وإنتخاب رؤسائها ونوابهم ، ومن خلال النقاش المتواصل مع ساكنة المنطقة الذي يعكس الرغبة الملحة في التغيير نحو الأفضل خاصة في ظل معارضة قوية طموحة وعدت السكان بتقديم معارضة تنموية تخدم المصالح العامة قبل المصالح الخاصة سواء داخل دورات المجلس أو خارجها ، كما عبَّرت الفئة الشبابية أنها لم تعد تطيق السكوت عن الاغتناء الغير المشروع على حساب أبناء المنطقة ومعانتهم التي طالت لسنوات والسكان يكتوون بأزمات التنمية وضياع شبابها في متاهات ترقيعية مغشوشة للطرقات وما شابه ذلك لتبرير ضياع المال العام تحت دريعة خدمة الصالح العام والتنمية المفترى عليها على حد تعبيرهم.
إن وضع مجلس كاف الغار اليوم كباقي مجالس الجماعات الترابية بإقليم تازة، هو أشد ما يكون إلى مصالحة مع الذات لتحقيق مصالحة شاملة مع ساكنة المنطقة، إذ لا يمكن لوضع المجلس أن يستقر في حال إستمرار تسيير الشأن المحلي بنخب بعضها غير مؤهل لتحمل المسؤولية يتهافت على مهام داخل المجلس مقابل تعويضات من المال العام ، وأخرى غير قادرة على ممارسة الفعل السياسي سيراً على قواعده وضوابطه ، وثالثة قادرة لكن لا يسمح لها بالعمل من أجل تحقيق المصلحة العامة والمصالحة الحقيقية مع الساكنة لأن جريمتها الوحيدة أنها إصطفت في المعارضة.
وللإشارة انتخاب اللجان الدائمة بالجماعات وعلى صعيد المغرب يتم بمنطق التراضيات وتوزيع المكافآت على الأعضاء الذين صوتوا لصالح انتخاب الرئيس، فيما يتم معاقبة أي عضو لم يدعم الرئيس الجديد للمجلس الجماعي.
وستثبت الأيام القليلة القادمة فشل هذه النخب في تحقيق المنشود من إنتدابها ، وأن الخيار الأمثل والأنسب لتحقيق تطلعات وإنتظارات الساكنة سيتم من خلال إستبدال النخب العاجزة بنخب قادرة على تحمل المسؤولية لتنزيل برامج التنمية التي حملتها الخطابات السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، على أرض الواقع للنهوض بمنطقة كاف الغار على مختلف المستويات والأصعدة ، برامج خالية من النزاعات والانتقام والإقصاء ، متخذة من التوافق السياسي أساساً لها، بالاستناد إلى القانون التنظيمي للمجالس الجماعية وإلى الدستور الذي يمثل خريطة لتنظيم الحياة السياسية في المغرب.
وحتى لا نختبأ كالعادة وراء المثل العامي المعروف ” من الخيمة خرج عوج ” يجب على الأغلبية بجماعة كاف الغار أن تحمل شرف المسؤولية الأخلاقية والسياسية والإجتماعية في التصدي للواقع الراهن بالمنطقة بعقل إبداعي جماعي ، وفي إطار برنامج وآليات كفوءة تنقذ الجماعة الترابية وتعيد بناءها، على أسس العمل الوطني التضامني بجدية وروح المسؤولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يبقى حق الرد مكفولا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!