الانتخابات و اعادة الانتاج لنفس الوجوه التي تتلون كالحرباء بالتنقل بين الوان وشعارات الاحزاب السياسية

0

جريدة الإخبارية 24

اذا كانت المدرسة اليوم تلعب دورا أساسيا في إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع محققة هيمنة الدولة وسيادتها بواسطة الإقناع والتراضي حسب تعبير غرامشي أو بواسطة عنف وإكراه وقسر يختلف عن عنف الدولة المادي بكونه عنفا رمزيا حسب بيير بورديو، فان الانتخابات لا تعدو ان تكون تعيد انتاج نفس الطبقات ونفس القيادات ونفس الوجوه التي تتلون كالحرباء بالتنقل بين الوان وشعارات الاحزاب السياسية التي تهدف الى خلق دينامية محلية او وطنية تتغنى بممارسة السلطة حسب اخر دستور للملكة.

فما يقع في البوادي يمكن تلخيصه بالاتي من الماء بالماء او كمن يطحن الماء لان معظم من تتم اعادة انتخابهم يشكلون 90 بالمائة ممن كانوا يسيرون الشأن المحلي وبالتالي هل سيقدموا هؤلاء اضافة معينة على اعتبار ان الولايات التي مرت يتحملون اوزارها باعتبار السنوات التي مرت تشكل سنوات الضياع لا اكثر وان انجازاتهم لايوجد ما يسجل في سجلاتهم باستثناء استهلاك الكازوال والكهرباء.

التجربة الحالية تشكل النقطة المظلمة وسط الفيافي الظلاماء فعندما تجد دوائر معينة يتقدم فيها اطر ومجازون وفي النهاية يفوز شخص امي لم يدخل المدرسة وينهزم الاطار والمجاز نتسائل عن اي مواطن نتحدث وكيف يفكر وماذا يريد ان ينتج باعتباره ساهم بشكل مباشر في انتاج اعطاب سياسية لن تقدم اكثر من رفع ايديها اثناء الدورات التي تعقد من داخل المجالس الجماعية.

رؤساء مرو من مجالس وتمت اعادة انتخابهم من جديد لتسير الشان المحلي على اعتبار الفترات التي كانوا فيها على رأس المجلس ما هي الا سنوات عجاف لم يقدموا فيها شيئا يذكر ولم يغير من واقع حال الجماعة عامة والساكنة خاصة شيئا، هل يمكن ان نكون كالمجانين ونصدق خطابتهم التي تقول بان هذه الفترة سيغاث فيها الناس ويكون بذلك خرجوا من السبع العجاف الى التي يغاث فيها الناس اما اننا امام مسرحية هزلية ستمر كالتي سبقتها لنقول عادة حليمة الى عادتها القديمة.

واقع مؤلم تعيشه الساحة السياسية من خلال انتخاب اعطاب انتخابية وليست سياسية باعتبارهم مجرد كائنات انتخابية لا اكثر تستغل بؤس الناس لتقتات عليهم وتقدم لهم وعود واحلام وردية سرعان ما تدبل وتختفي كالسراب لتأتي من جديد بمبررات واهية تتغنى بها اغلب النخب الانتخابية من قبل ان التماسيح والعفاريت بلغة العفريت الكبير وقفت ضد كل المشاريع والاصلاحات وان السماء والجفاف والجراد ووو وقفت ضدهم خلال الفترة الماضية وقد اتوا الان ومعهم عصا موسى لحل كل المشاكل العالقة.

نعم انهم نخب الكل يعلم بفسادها وخبثها لكن اللغز المحير كيف وصلت من جديد الى القيادة؟ ومن اوصلهم لتسير الشأن المحلي مرة اخرى؟ وهل من اوصلوهم لهم ذاكرة ضعيفة تنسى وتتناسى بسرعة ما وقع وما يقع؟

اسئلة كلها تحمل جوابين فالاول يتعلق بالمواطن الذي زكى عضوا له تبعية مطلقة بزعيمهم الشيخ الذي يتبرك ببركته ويعتبره مخلصه من العذاب وان الشمس لن تشرق في غيابه.

والثاني هو انتخاب اعضاء اميون تتم برمجتهم كما يشاء كبير الكهنة الذي يعرف جيدا كيف يستغل العقول الضعيفة.

فالملفت للانتباه خلال الانتخابات الحالية الكل غنى ورقص على ايقاع وانغام الطبل والغيطة وفن التبوردة واتقانه للحساب بلغة البوارديا، علما انه يرقص على ست سنوات اخرى من التطاحن واستهلاك الكلام او بلغة العامية سيعود القط لرمادو، فتجد من صوتوا البارحة على نخب فاسدة تنتقد وتمتعيض من واقع حال جماعتهم وتصبح المقاهي والاماكن العامة منابر للتحليل السياسي والانتخابي والاقتصادي ويصبحون بلون ملائكي وكأن الشياطين هي من صوتت على هؤلاء وهي من اوصلتهم الى القيادة.

المواطن المسكين المغلوب على امره بريء وليس له دخل في ما يقع، او ليس انت من صوت على هؤلاء او لست انت من تشاجرت وتناحرت ووووو من اجل ان يصل فولان الى ذك المنصب او لست انت من بعت نفسك بدراهم معدودة ؟ فكيف لك ان تتكلم بعدما اقبرت نفسك بنفسك ووضعت فوق رأسك من لايخشى اكل مال اليتيم والسائل والمحروم؟ سيدي المواطن لا تأمل كثيرا فاعادة التجربة بنفس الشروط والمكونات لن يعطي نتائج مختلفة سيدي المواطن ” لي ضربتوا يدو ما يبكيش” لسنا متشائمين ولكن لن نكون متفائلين في ظل وجود نخبة فشلت في اكثر من مرة واكثر ما قدمته للساكنة هو البؤس والشعارات والخضع والحيل.

سيدي المواطن من الذي يلدغ من الجحر مرتين؟ ان ما يحز في نفسي هو ان  كلامي هذا لن يستطيع ان يقرأه ممثلك الذي اوصلته الى منصب مسؤولية من لامسؤلية له.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!