تاهلة تحتضن فعاليات الندوة العلمية حول ” دور المجتمع المدني في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات “

0

جمال بلـــة

تحت شعار ” دور المجتمع المدني في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات ” نظمت جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية بتاهلة، وجمعية الأيادي المتضامنة لذوي الإحتياجات الخاصة بتاهلة، و بشراكة مع خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بالمحكمة الإستئناف بتازة، ندوة علمية بمناسبة الحملة الوطنية السابعة عشرة لوقف العنف ضد النساء والاطفال، وذلك يوم 28/ 12/ 2019 بقاعة الإجتماعات لمقهى بنعيسى تاهلة.

اللقاء حضره كل من السادة : محمد أمغار النائب البرلماني، الدرك الملكي، ممثل السلطة المحلية، ممثلي التعليم، ممثلي الصحة، ممثلي الشباب والرياضة، ممثلي الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، ممثلي بعض الشركات الخاصة، وممثلي جمعيات المجتمع المدني، والإعلام.

افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم قبل أن يقف الجميع لعزف النشيد الوطني المغربي، وبعدها استمع الحضور الى مجموعة من المداخلات في الموضوع تضمنها برنامج فعاليات الندوة:

  • كلمة جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القرية
  • كلمة جمعية الأيادي المتضامنة لذوي الإحتياجات الخاصة تاهلة
  • مداخلة السيد رئيس خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بالمحكمة الإبتدائية بتازة.
  • مداخلة الدكتور الحمومي
  • مداخلة رئيسة جمعية قافلة النور بفاس
  • مداخلة المجلس العلمي المحلي
  • مداخلة ممثل المساعدة الإجتماعية بالمستشفى الإقليمي إبن باجة تازة.

وفي كلمة للسيد عبد القادر أمغار الكاتب العام لجمعية الأيادي المتضامنة لذوي الإحتياجات الخاصة بتاهلة ألقاها على مسامع الحضور بالمناسبة، وبعد سرده للحصيلة المفصلة والإنجازات التي حققتها الجمعية معللة بالأرقام رغم أنها حديثة العهد، أكد فيها السيد كاتب العام للجمعية أن العنف ضد المرأة هو سلوك موجه نحوها، ولا ينحصر العنف ضد المرأة في شكل واحد بل يأخد عدة أشكال منها العنف الجسدي، الغنف اللفظي والنفسي، العنف الجنسي، والعنف الإقتصادي، وظاهرة العنف واسعة لا تقتصر على طبقة معينة، بل تكاد تمس النساء بمختلف إنتماءاتهن الإجتماعية ومستوياتهن الثقافية والتعليمية، لكن النساء الفقيرات والأميات يشكلن أكثر الضحايا…

وأضاف السيد عبد القادر أمغار الكاتب العام للجمعية أن التصدي للعنف ضد المرأة وإيقافه بشكل تام يجب على جميع أفراد المجتمع التكافل فيما بينهم بشكل كبير، حتى تتمكن المرأة من تعزيز دورها في المجتمع وإبرازها كعضو فاعل فيه، من خلال تقديم الدورات التدريبية لها لدعم وتطوير مهارتها وقدراتها، كما يجب أن تتظافر الجهود بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة للتخفيف أو لما القضاء على معانات المرأة والطفل، وخاصة الأسر التي تعاني من شتى أنواع العنف إضافة إلى الفقر والأمية، ومايزيد من حدة هذا العنف كون فرد أو إثنين من هذه الأسر يعاني من إعاقة.

وبالمناسبة اعطت جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية على لسان مديرها عمر الخضري، تقريرا مفصلا عن حصيلة أنشطتها مع خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بالمحكمة الإبتدائية بتازة، ونبدة تعريفية شاملة عن الجمعية واهدافها وأنشطتها المنجزة، والمشاريع المستقبلية المنتظرة، ومن بين أهداف الجمعية الاهتمام بالخدمات الاجتماعية، دعم وتشجيع الأنشطة التنموية، الاهتمام بالطفولة والمرأة وقضاياها، إشاعة قيم المشاركة والتضامن والتطوع، تنظيم دورات تكوينية في التواصل للتحسيس والتوعية بأهمية التربية الوالدية، صحة الأم والطفل، والصحة بصفة عامة، العمل على روح التكافل والتضامن بين السكان، عقد إتفاقيات شراكة مع خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف.

كما كان تنظيم هذه الندوة العلمية فرصة كشفت فيها جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية برئاسة السيدة فاطمة الجابري منهجية عملها لخدمة المراة القروية والطفل، واهمية عملها التشاركي، وبأن الجمعية وضعت نصب أعينها هدفا عاما وهو نقل مفهوم التنمية من منطوق الى ملموس، من خلال تنمية المجال القروي والنهوض بالمراة والطفل وهذا اصبح واجب عليها خدمة الوطن.

وهذا اللقاء العلمي الهام والمتميز، وينبع هذا التميز من طبيعة الموضوع ذاته الذي تم اختياره لهذه الندوة العلمية والمتمثل في ” دور المجتمع المدني في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات “، وهو موضوع له قيمته العلمية والعملية وراهنيته القوية، بالنظر إلى كون القانون المتعلق بالعنف ضد هذه الشريحة من المجتمع دخل حيز النفاذ في السنوات الماضية، ومن تم فهو يسائلنا جميعا ويسائل المؤسسات وهيئات المجتمع المدني المعنية به وضمنها المحاكم حول المجهودات التي قامت بها لتنزيله على أرض الواقع وتطبيقه تطبيقا سليما، ومواجهة التحديات التي تعترض هذا التطبيق وإيجاد الحلول العاجلة لها.

 

فالعنف مرفوض حضاريا وقانونيا وأخلاقيا وسلوكيا وإجتماعيا” فالنظرة الدونية للمرأة إذا هي نتاج ثقافة متخلفة ليس لها أي أساس ديني لأن الإسلام كرم المرأة وأعطاها من الحقوق الإنسانية مالم تكن تحلب بها، والمرأة في الإسلام لها مكانة إجتماعية مرموقة، وشأنها كبير في الحياة العامة والخاصة، وقد كفل لها حقوقها وأقر مساواتها بالرجل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” النساء شقائق الرجال لهن مالهم وعليعن ماعليهم “، والدين الإسلامي الحنيف الذي نظم العلاقات الإجتماعية بين كافة أفراد المجتمع قد كان السباق في مواجهة أي شكل للأذى والعنف يمكن أن تتعرض له المرأة والطفل على حد سواء حيث جاء في القرآن الكريم بعد بسم الله الرحمان الرحيم، ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة “، والآية الكريمة ” وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت “، كما وردت أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بالنساء خيرا “، وكذلك ” ما أعزهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم “، كل هذا يعزز رسالة الإسلام في تقدير المرأة وإحترامها، تحت فصول ومواد قانونية تكرس مبدأ الترابط بين التدخل وتحميل الجاني المسؤولية وضرورة تأهليله مع مراعاة المصلحة الفضلى للأسرة.

ولا يختلف إثنان في كون العنف ضد المرأة والطفل والفتيات متفشيا في المجتمع المغربي، ومن هذا المنطلق إهتم المجتمع المدني في المغرب بقضايا المرأة، وهي بلا شك قضايا أساسية ومحورية للمملكة المغربية التي تتطلع إلى تنمية إجتماعية شاملة…

ومؤسات الدولة الحكومية وغير الحكومية بشراكة وتنسيق مع المجتمع المدني تعمل جاهدة للقضاء على السلبيات التي تأثر على مكانة المرأة في الأسرة والمجتمع، وتشجع الرأي العام والمؤسسات العامة على تدعيم قضايا المرأة من منظور إجتماعي متقدم يعزز مكانتها في المجتمع المغربي، في المجالات الإقتصادية والإجنماعية والثقافية تحقيقا لتنمية شاملة تدفع بالمجتمع المغبي نحو التقدم والرخاء تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

للإشارة تقدم جميع الحضور بالشكر والتقدير والإمتنان لكل من السادة : السيد بنعيسى صاحب المقهى بنعيسى، والسيد محمد قشار صاحب وراقة قشار على الدعم والمساندة من أجل نجاح هذه التظاهرة التي تعكس الصورة الحقيقية لساكنة تاهلة

وفي الختام رفعت آيات الولاء والتبريك لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن وصنوه الأمير مولاي رشيد وكافة الأسرة العلوية الشريفة إنه سميع مجيب الدعاء.

  

  

  

  

  

  

  

  

  

  

  

  

  

  

  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!