نظمت جمعية أواصر للتنمية والبيئة، يوم السبت 5 يوليوز الجاري، بدار الطالب جماعة الزراردة يوما تكوينيا متميزا احتفاء باليوم العالمي للتعاونيات، الذي يخلد هذا العام تحت شعار: “التعاونية وسعيها نحو حلول جامعة ومستدامة لبناء عالم أفضل” ، يأتي هذا اللقاء في إطار برنامج عمل الجمعية الذي يضع محور التمكين الاقتصادي في صلب أولوياته، بهدف دعم الدينامية التعاونية وتعزيز إسهامها في تحقيق التنمية المجالية، يشكل هذا الحدث مناسبة لترسيخ الوعي بأهمية التعاونيات كأداة فعالة للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وكرافعة استراتيجية لخلق فرص الشغل وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية، لاسيما في الوسط القروي والمجالات الهشة.
عرف هذا اليوم التكويني حضورا وازنا لمجموعة من الفاعلين المؤسساتيين والجمعويين، يتقدمهم السيد مستشار كاتب الدولة لدى وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب السيد المندوب الجهوي لمكتب تنمية التعاون بجهة فاس-مكناس، والمنسق الجهوي لبرنامج “مهن خضراء” التابع لوكالة التعاون الألماني.
شارك في اللقاء ممثلو الوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة فاس-مكناس، والسيد رئيس المجلس الجماعي للزراردة، وممثل السلطة المحلية، فضلاً عن السيد رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية لدار الطالب والطالبة الزراردة، ومدير الدار، والسيد التراسي عبد الرحمان، مدير غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس-مكناس، الى جانب أيضا عدد من رؤساء التعاونيات المجالية، إلى جانب الفاعل الجمعوي السيد عزيز شيتاوي، وممثلي مختلف المنابر الإعلامية ضمنها الإخبارية 24 والأخبار 24، الذين واكبوا فعاليات اليوم التكويني وساهموا في تغطيته وتوثيقه.
شكل هذا اللقاء التكويني محطة توعوية مهمة لتحسيس المشاركين بأهمية العمل التعاوني كرافعة للتنمية المحلية والوطنية، وكمكون أساسي في بناء نموذج اقتصادي تضامني ومستدام، يعكس تطلعات الأفراد والمجتمعات نحو الاندماج الفاعل في دينامية الاقتصاد الاجتماعي. ويأتي هذا التوجه انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى ترسيخ ثقافة التضامن والعمل الجماعي من أجل تحقيق تنمية شاملة ومندمجة.
وقد عرف اللقاء مشاركة وازنة لعدد من الفاعلين والخبراء في مجالات التنمية والاقتصاد الاجتماعي، الذين ساهموا في إغناء النقاش من خلال مداخلات نظرية وتطبيقية، ركزت على سبل تأسيس التعاونيات، وتطوير آليات اشتغالها، وتعزيز حكامتها، بما يمكنها من أداء أدوارها التنموية والاجتماعية على نحو أكثر فعالية واستدامة.
وتطرقت العروض المقدمة إلى مختلف الإمكانات التي يوفرها الإطار القانوني والمؤسساتي المنظم لعمل التعاونيات، خاصة في ما يتعلق بخلق أنشطة مدرة للدخل، وتوفير فرص الشغل، وتحسين مستوى عيش الفئات المستهدفة، مما يجعل من التعاونيات فاعلا محوريا في تحقيق التنمية المجالية وتقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية.
افتتحت أشغال اليوم التكويني بمداخلة للسيد مستشار كاتب الدولة لدى وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، سلّط من خلالها الضوء على الأهمية المتزايدة التي يحظى بها قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تحفيز النمو الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية ، مؤكدا في كلمته على ضرورة الاستثمار في رأس المال البشري التعاوني، من خلال تقوية القدرات التنظيمية والتدبيرية للتعاونيات، بما يعزز مردوديتها واستدامتها، وأشار المتدخل إلى أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها تمكين الفاعلين التعاونيين من الآليات القانونية والمالية الضرورية لمواكبة تحولات السوق، وتشجيع الابتكار في إطار منظومة الاقتصاد التضامني، التي باتت تشكل أحد أعمدة النموذج التنموي الجديد للمملكة.
تناول السيد رئيس المجلس الجماعي للزراردة من جهته موضوع “التعاونية كمدخل من مداخل التنمية”، مبرزاً التزام المجلس بدعم المبادرات التعاونية المحلية، بالنظر إلى دورها الفعال في تعزيز التنمية المجالية، وتمكين الساكنة من خلق فرص ذاتية للشغل وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية، خاصة في الوسط القروي.
أبرز السيد عمر منعم، المدير الجهوي لمكتب تنمية التعاون بجهة فاس-مكناس، في مداخلته الدور الحيوي الذي تضطلع به التعاونيات في تنشيط الاقتصاد المحلي، مشيرا إلى حزمة البرامج والمبادرات التي يوفرها المكتب لدعم ومواكبة الفاعلين التعاونيين، بهدف تعزيز قدراتهم وتنمية مشاريعهم، وفي السياق ذاته، قدمت السيدة إلهام أوسديد، المنشطة الترابية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، مداخلة بعنوان “مكانة التعاونيات في التنظيم التنموي الغابوي وإمكانية العمل التشاركي على مستوى جماعة الزراردة”، حيث أكدت على أهمية إدماج الساكنة المحلية في جهود تدبير الموارد الطبيعية، كمدخل أساسي لتحقيق تنمية غابوية مستدامة وشاملة.
تطرق السيد موحى بلخدوش، إطار بالمديرية الجهوية للمياه والغابات، في مداخلته إلى موضوع “مواكبة إدماج المقاولات الصغرى والمتوسطة في الدوائر الاقتصادية والمحلية”، مشددا على ضرورة تعزيز الشراكات متعددة الأطراف من أجل دعم النسيج الاقتصادي المحلي وتوفير بيئة ملائمة لنمو المبادرات الإنتاجية المستدامة، واختتمت سلسلة المداخلات التقنية بعرض قدّمه السيد رشيد أوطاهر، المستشار التقني بوكالة التعاون الألماني بالمغرب، استعرض من خلاله تجربة “المشروع الأخضر للمهن” كنموذج رائد للتعاون الدولي في خدمة الاقتصاد الأخضر، مؤكدا على أهمية تبادل الخبرات ودعم المشاريع المبتكرة لتعزيز التنمية المستدامة على المستوى المحلي.
شهد اللقاء تقديم نماذج ملهمة لتجارب ناجحة من قلب التعاونيات المحلية، حيث تقاسم الفاعلون قصص نجاحهم مع الحضور، مسلطين الضوء على إمكانيات القطاع في تحقيق التنمية المجالية، فقد استعرض السيد محمد الطالبي، رئيس مجموعة ذات النفع الاقتصادي “تويزي تاهلة”، تجربة تعاونيته في دعم الإنتاج المحلي وخلق فرص اقتصادية لفائدة الساكنة، من جهته، قدم السيد مولود مزوز تجربة تعاونية “تاروكة للزربية الوراينية – الزراردة”، التي تشتغل على صون التراث الحرفي وتثمين المنتوجات التقليدية، فيما عرضت السيدة إلهام الخضر تجربة تعاونية “تعريمت لإنتاج الفطر وتثمين المنتوجات المحلية”، باعتبارها نموذجاً رائدا لتمكين المرأة القروية من خلال ريادة الأعمال التعاونية.
اختتمت أشغال هذا اليوم التكويني بكلمة ختامية عبّرت فيها جمعية أواصر للتنمية والبيئة، ممثلة برئيسها وأعضاء مكتبها المسير، عن بالغ الشكر والامتنان لكافة المتدخلين والمشاركين في إنجاح هذه التظاهرة، وفي مقدمتهم السلطات المحلية والإقليمية بقيادة السيد قائد قيادة الزراردة، إلى جانب ممثلي الوزارات والهيئات العمومية والمنظمات الدولية، والشركاء الإعلاميين، ورؤساء التعاونيات المجالية.
يأتي تنظيم هذا اللقاء في سياق جهود الجمعية الحثيثة لترسيخ ثقافة الاقتصاد التضامني وتشجيع المبادرات التعاونية، بما يعزز دينامية التنمية المحلية، ويدعم مسار بناء مجتمع متماسك، مزدهر، ومستدام، يرتكز على قيم التعاون والمواطنة الفاعلة.
شكرا جزيلا اختتم هذا اللقاء المتميز بتسليم شواهد تقديرية
إرسال تعليق