وقد مُنِح الفقيه جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية لسنة 1446 هـ / 2025، عن صنف جائزة محمد السادس على المردودية، تقديرًا لجهوده الكبيرة في تحفيظ القرآن الكريم لأكبر عدد من الأطفال، وترسيخ القيم الإسلامية، وتعزيز دور الكتاتيب القرآنية في نشر العلم والمعرفة.

عبد الله الرايس وُلد سنة 1968 في إقليم تيزنيت، ونشأ في أسرة علمية عريقة تحت رعاية والده، العلامة سيدي الحاج إبراهيم الرايس، أحد كبار علماء منطقة سوس.

بدأ عبد الله مسيرته العلمية بحفظ القرآن الكريم برواية ورش، وتلقى تكوينه الأولي في العلوم الشرعية والأدبية على يد والده في مدرسة إكضي العتيقة.

التحق بعد ذلك بجامعة القرويين بفاس عام 1992، حيث نهل من علم كبار العلماء، ما مكّنه من اكتساب تكوين علمي متين.

بعد ذلك، أُسندت إليه مهمة تسيير مدرسة إكضي عام 1994، خلفًا لوالده، ليستمر في أداء رسالته العلمية والتربوية التي عُرفت بها هذه المدرسة العريقة ,و جدير بالذكر أن عبدالله الرايس هو عضو أيضا في الرابطة المحمدية للعلماء.

واصل عبد الله الرايس مساره الأكاديمي بحصوله على شهادة البكالوريا في التعليم العتيق عام 2010، ثم نال الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 2016، وأكمل مساره الجامعي بحصوله على درجة الماجستير من جامعة شنقيط العصرية بموريتانيا سنة 2022 ببحثه حول “شرح مبنيات البرجي للعلامة إيبورك اليعقوبي السملالي المتوفى سنة 1058هـ – دراسة وتحقيق” .

أسهم عبد الله الرايس في إغناء الساحة العلمية بعدد من المؤلفات المهمة، منها: “من تاريخ مدرسة إكضي”، و”نظم أسباب الاختلاف الفقهي مع شرحه”، و”إضاءات وإملاءات في شرح الورقات”، و”شرح مبنيات البرجي”، و”شرح الرامزة في العروض والقوافي”.

كما يُعد شاعرًا متمكنًا، إلى جانب مساهمته المستمرة في تأطير الجاليات المغربية بالخارج بتكليف من مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية.

يُعد هذا التكريم الملكي السامي بمثابة إشادة مستحقة بعطاءات عبد الله الرايس العلمية والتربوية، واعترافًا بجهوده الجليلة في خدمة القرآن الكريم ونشر العلم الشرعي، وتعزيز دور الكتاتيب القرآنية في تربية الأجيال على القيم الإسلامية السمحة.