سيدي قاسم : حفل تقديم وتوقيع كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية للدكتور مبارك الطايعي

سيدي قاسم : حفل تقديم وتوقيع كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية للدكتور مبارك الطايعي

0

حكيمة القرقوري

في إطار البرنامج الثقافي ، والأنشطة المستمرة إحتضنت قاعة دار الشباب بسيدي قاسم يوم السبت 26 مارس 2022 على الساعة الرابعة مساءا حفل تقديم وتوقيع كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية للأستاذ الدكتور مبارك الطايعي الذي نظمته جمعية الوحدة للتنمية والثقافة بسيدي قاسم .
إنطلق حفل التقديم والتوقيع بكلمة الكاتب العام للجمعية السيد عبد اللطيف الهاشمي الذي رحب بالحضور وقدم الشكر للأستاذ مبارك الطايعي على تلبية دعوة الجمعية للحضور وإغناء هذا اللقاء الثقافي التفاعلي بما يتضمنه كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية بين طياته خصوصا أنه نتيجة لسلسة من الدروس والتكوينات لطلبة الماستر أو للفاعلين الجمعويين في إطار الدورات التكوينية التي تستهدف تقوية قدرات العاملين في حقل المجتمع المدني ، فكل العناصر التي يقدمها الكتاب عناصر بيداغوجية في تقنية إعداد المشاريع التنموية ، وهي قراءة مستفيضة لمضامين وقضايا ودلالات الكتاب من طرف مؤلفه.
وتناولت الكلمة الطالبة الباحثة في سلك الماستر زينب النافري التي رحبت بدورها بالحضور ولخصت من خلالها كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية يتضمن مجموعة من المضامين باعتباره يخدم المجتمع عن طريق حل مشكلاته والذي يهدف إلى تمكين أفراد المجتمع بمؤسساته وهيئاته .
ليتناول الكلمة الأستاذ الدكتور مبارك الطايعي مؤلف الكتاب الذي شكر في بدايتها كل الحضور النوعي لينتقل بعد ذلك لإتحاف القاعة بقراءة جد مستفيضة تضمنت الهدف وراء إخراج هذا الدليل العلمي للوجود وقد أكد أن الكتاب أصبح للقارئ سواء للطلبة الباحثين أو للفاعلين الجمعويين و الأطر التربوية مستشفا عناصرتجربته في المخطط التكويني لبرنامج تقوية مع مختلف الفاعلين الجمعويين في مدن أخرى أوفي سيدي قاسم سنه 2013- 2014 من أجل الوعي بقضايا المجتمع المحلي.
مؤكدا أن السؤال الذي واجهه آنداك كخبير في المجال التنموي هو ماذا نحتاج مؤسسا تيا في إطار التحول الذي بدأ يعرفه مفهوم التنمية عامة ؟
فبعد 2007 و2008 حدث تحول رئيسي في مخطط التنمية الذي إرتبط بالأزمة الإقتصادية العالمية وتزامن مع ما استجد من نقاش وما تم تداوله في الأروقة الفكرية ، العلمية والسياسية فلم تعد قضيه جهة واحدة و الدولة ليست مسؤولة عنها ، و أن الدول المنضوية تحت المنظومة الليبيرالية عامة لكي تستمر ويكون لها اقتصاد متوازن و استدامة للعلاقه بين الموارد و الساكنة وبين طموحات المجتمع المحلي يجب أن يكون إقتصادها قائما على ثلاث ركائز أساسية :
– اقتصاد عام
-اقتصاد متطور
– اقتصاد اجتماعي تضامني
وكان يخطط رأسماليا وليبراليا أن تكون هذه الدول منخرطة في هذه المنظومة ومنها المغرب .
هذا التحول يرتبط بقياس النمو والتطور ولم يعد مرتبط بالمقاربة الإقتصادية بالإضافة إلى بزوغ قياس آخر وهو مؤشر الرأسمال البشري ليس كمجموعة بشرية ولكن بدرجة الفعل في العمل ، وبعد هذه الفترة ظهر مفهوم آخر موازي للتنمية وهو مؤشر التنمية البشرية الذي انطلق مع انخراط المغرب في برنامج تحدي الألفية فعليا مع 198 دولة.
مسترسلا أن مختلف البرامج في الثمانينات والتسعينات كان هدفها التقليص من الفوارق الإجتماعية لكن في سنة 1999 حدث العكس فالفقر ارتفع بنسبه كبيرة وكان لابد لبرنامج الأمم المتحده تحدي الألفية الثالثة أن يبرزالدول التي أبانت أن خريطة الفقر التي أعدت وأسندت للمؤسسات الرسمية قد توسعت.
مضيفا أن خط الأسئلة المطروحة توجه إلى نوعية المقاربات المعتمدة في فترة التسعينات و التي تمثلت في المقاربة القطاعية علما أن القطاع غير منسجم وهذا ما اكتشف في تقارير التنمية خاصة في العالم القروي و كان من المستجد الذي ظهر على مستوى المفاهيم أنه لابد من تعديل المقاربات في التنمية كالمقاربة التشاركية ، المندمجة ، الإجتماعيه والثقافية فلا يمكن أن تسند التنميه كعملية مركبة إلى الدولة بمفردها ، هذا التوجه تصادف مع واقع قدرات الفاعلين كمنخرطين في التنمية وقد طرح مع بداية التحدي الألفيه في الجيل الجديد للمشاريع منهج مختلف للمقاربات التي تستجيب لحاجيات الساكنة وتتوافق مع قدرات الفاعلين وهو منظور الفقر .
كان لابد من تحديد كيفية إعادة الثقة كمنخرطين في مسلسل التنمية وفق تنسيق مؤسساتي ، ولهذا عندما تمت هندسة NDH التي شكلت في بداية تحدي الألفيه سنه 2002 تقريبا وبعد صدور إعلان المبادرة الملكية للتنمية البشرية سنعيش دينامية أخرى تتمثل في بزوغ وعي مجتمعي جديد.
مضيفا أن العمل الجمعوي يتخلله نقص في قوة الفعل من خلال تجربته مع المنتخبين وما أسند إليه لدراسة واقع المنتخب مع جهوية متقدمة وإختصاصات جديدة تقوم على نصوص قانونية ، فالمغرب خطى منها مراحل على مستوى المصالح اللاممركزة ، ودستور2011 يؤسس بموجبها في الباب التاسع والباب الثاني عشر اختصاصات جديدة قائمة على مبدأ التفريع ومبدأ الديمقراطية التشاركية من أجل ضمان انخراط تفاعلي مؤسساتي يقوم على التنسيق ودينامية التعاون والتضامن بين المجتمعات المحلية والمؤسسات المنتخبة .
ففي الماضي كان للجماعات ميثاق لكن الآن نحن أمام قوانين تنظيمية تؤسس تصورا جديدا للدولة من الناحية التنموية للمجتمعات الذي يقوم على الجهوية باعتبار أن الخلية الأساس في هذا الجسم الجهوي هي الجماعات إذا اعتلت سيشمل أثرها الجميع
وفي ذات السياق فتح المجال للتفاعل عبر مداخلات الحضور الذين تجاوبوا بشكل كبير مع محتوى الكتاب المحتفى به ومن
بينها المداخلة الأولى :
تحيه للجميع والشكر لجمعية الوحدة للتنمية والثقافة التي استضافت استاذنا الدكتور الفاضل مبارك الطايعي لهذا التقديم التاريخي البيداغوجي الذي يساهم بشكل كبير في تقوية قدرات الفاعلين سواء في الجماعات أو الاحزاب السياسية أو الأفراد وغيرهم وخصوصا المجتمع المحلي في سيدي قاسم الذي يتخبط في مجموعة من المشاكل التنموية على مستوى إعداد المشاريع وتطبيقها في الواقع السؤال المطروح هنا كيف يمكننا أن نحد من هذه المشاكل من أجل تحقيق تنميه للمجتمع ؟ علما أن المشروع هو إجابة عن المشاكل التي تواجه المجتمع.
المداخلة الثانية :
أوجه الشكر لأستاذي مبارك الطايعي فعندما قرأت الكتاب طرحت السؤال حول ماذا يقصد الأستاذ ببيداغوجيا ؟ في سياق ما قدمه في هذا الكتاب لكن لم أجد إجابة عن سؤالي إلا عندما حضرت معه الآن كما عودنا دائما بالتدقيق في المصطلحات السوسيولوجية ، فيما يتعلق بانخراط الفاعلين في المجتمع المحلي الى أي حد ترى أنت كخبير في هذا المجال أن التكوين والتأطير يجعل الفاعل الجمعوي يصل إلى مستوى إيجابي في تحقيق نتائج ملموسة أم أن هذا التكوين يبقى حبرا على ورق ؟.
المداخلة الثالثة :
بحثي في سلك الماستر عنون بالفلاحة في فترة الحماية الفرنسية التي تخللتها مجموعة من الإصلاحات الفلاحية وصولا إلى مخطط المغرب الأخضرلكن لم تطبق على الواقع هناك مجموعه من الدراسات لكن لماذا لانستفيد منها ونكرر نفس الخطأ ؟.

ردا عن كل المداخلات أكد الأستاذ الدكتور مبارك الطايعي أن النقاش والتفاعل يعكس حقيقة الوعي بقضايا التنمية و دائما دور المجتمع المدني يشكل النقطة الأساس واعتبر أن مفهوم المجتمع المدني أحد التعابير الأكثر انتشارا مع بداية الألفية الجديدة ، و الذي ارتبط بتحولات عميقة شهدها العالم في هذه الفترة ، كما ارتبط هذا التوسع في استعماله و شيوعه بمفاهيم ذات ارتباط عضوي قوي سواء من حيث الأطر المرجعية والفكرية، أو من حيث علاقة التداخل التي بينها في الممارسة الفعلية و هي الدولة الحديثة، الديمقــراطية و حقوق الإنسان ، فبنيات المجتمع المدني والجمعيات تكرست معها البنية الأولى للتجربة المغربية بعد حصول المغرب على الإستقلال سنه 1956 توالت بعدها سنوات المخططات وكان المشكل الأساسي الذي يتخللها القراءة الحقيقية للواقع ودينامياته ، عشنا هذه التجربة مع وزير الفلاحة عبد الكريم بكاري كان المغرب في صدد اعداد مخطط خماسي يقوم على الرؤية الاستراتيجية للواقع فكانت تجربة المغرب آنداك تواجه اعاقات عديدة مع استقلال المغرب هذه الرؤية بدأت مع مخطط التحديث الزراعي أي تطورالزراعة ونمط الانتاج الفلاحي المغربي عن طريق تحديته بإدخال المكننة هذا الأخير يشكل عائقا لتطوّر الفلاح المغربي لكن “جاك بيرك “عارض الإدارة الفرنسيه في اقتحام الآلة مؤكدا على الرفع من قدرات الفلاح .
وبالعودة إلى سؤال ما هو دور العمل الجمعوي ؟
العمل الجمعوي يحتاج مجتمع مدني مبني على قدرات حقيقيه مؤهلة و متكاملة في مختلف المجالات وفق ما تقتضيه مكانتنا كفاعلين جمعويين وهذا التكامل من الآليات التي يقوم عليها تطورالمجتمع سماه ” دور كايم ” التضامن العضوي.
هل التكوين يحقق نتائج ملموسة أم أنه يبقى حبرا على ورق ؟ سأتحدث هنا كخبير فالتكوين هو الحياة ولايمكن أن نتصور حياة بدون تكوين فهو مستويات تطبيقي ، نظري ، والإشكال أن هناك برامج للتكوين لكن في هندستها وبلورتها في حاجة إلى تكوين قائم على التشخيص الحقيقي للواقع .
لماذا بيداغوجيا ؟
البيداغوجيا تستهدف الإنسان في تفكيره كذات واعية وكل العناصر الضمنية تتوجه نحو التفكير فأي وضعية سلبية لها حل مادمت أنك وضعتها في خانة المشكل لكن وفق أحكام موضوعية ملموسة بمؤشرات واقعية.
تخلل ختام هذا الحفل بفتح المجال للتوقيع على نسخ :
” كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية ”
لمؤلفه الأستاذ الدكتور مبارك الطايعي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!