التشخيص التشاركي ودوره في عملية التنمية

0

بقلم : حكيمة قرقوري

كانت مقاربة التنمية خلال الخمسينات والسبعينات مقاربة اقتصادية صرفة، غير أنه سرعان ماتم تدارك الأمر على المستوى الدولي حيت تم التنبه في عقد السبعينيات والثمانينات أنه من الممكن لدولة ما أن تشهد نموا سريعا في الجانب الإقتصادي لكنها تظل متخلفة، مما عزز القناعة أن التنمية الإقتصادية لوحدها غير كافية للنهوض بالتنمية الشاملة لأي بلد ومن هنا أتت ضرورة إجراء مقاربات متعددة الإختصاصات تأخذ في الحساب الأبعاد الثقافية والإجتماعية والإنسانية للخروج من اختزال التنمية في نمو الثروة المادية، هذا ودعت الضرورة إلى ظهور مفهوم التنمية البشرية والذي يعد حصيلة جهد فكري طويل، هذا الأخير لم يطرح بشكل مستقل بل تطور من عقد الى اخر مع تطور الأصل، وكان مفهوم التنمية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى عهد التمانينات مقتصر على كمية مايحصل عليه الفرد من السلع والخدمات المادية، لكن مع بداية التسعينات برز مصطلح التنمية البشرية والذي جاء بديلا وموسعا لمصطلحات متعددة أطلقت على عملية جعل الإنسان هدفا للتنمية مثل تنمية الموارد البشرية، تنمية العنصر البشري تنمية الرأسمال البشري.
بدا تدعيم الإختيار الجهوي بالمغرب كأس التنظيم الترابي يبرز بشكل لافت خلال عدة محطات كان أبرزها نظام الجهات الإقتصادية سنة 1991 والرغبة في إحداث جهوية ذات هياكل تشريعيةوتنفيذبة سنة 1984 ،التعديل الدستوري لسنة 1992 ،مرورا بتدعيم مكانة الجهة في دستور وصدور القانون المنظم للجهات سنة 1996 تم انتهاء بدستور2011الذي كرسي الجهوية وصدور القانون المنظم للجهات سنة 1997،تم انتهاء بدستور2011الذي كرس الجهوية
المتقدمة كمقاربة استراتيجية في سياسة إعداد التراب الوطني أن الإنتقال بالجهة من مجرد وحدة في بنية إدارية إلى وحدة تنموية يعكس تصورا جديدا بدورها كجماعة ترابية في حل إشكالية التنمية المحلية ويعزز مكانتها باعتبارها الفضاء الجغرافي الأنسب والتنظيم االداري الفعال في تدعيم الحكامة المحلية، والداعم للخيار الديمقراطي والأسلوب التشاركي في تدبير الشأن العام. ولأسس التنمية المندمجة جهويا التي أضحت مطلبا وحقا وواجبا، تساهم فيها كل الوحدات الترابية عبر سلسلة مشاريع وبرامج تنموية، تهدف االرتقاء بمستوى عيش الساكنة
وتحسين الخدمات المقدمة لها، تتحدد من خالل مكوناتها في مختلف الأنشطة والأعمال التنموية
الساعية إلى تحقيق هدف معين في زمن محدود وبإمكانات معروفة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!