بيان حول تنامي ظاهرة التسول بالأطفال القاصرين بجهة فاس مكناس

0

عن المكتب الجهوي للمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس

تعرف جهة فاس مكناس، كباقي الجهات المغربية انتشار ظاهرة التسول بالأطفال القاصرين، و هي ظاهرة نتجت عن عوامل متعلقة بالهشاشة التي تعاني منها الأسر المغربية الفقيرة وضعف القدرة الشرائية لدى غالبية هذه الأسر نتيجة السياسة الحكومية المتمثلة في الزيادة المتتالية في أسعار المواد الضرورية، مما يجعل هذه الفئات تعاني الحرمان الوجودي المادي، مما يضطرها أن تلجأ إلى بسط اليد و الاستنجااد بالآخرين.

إن ظاهرة التسول بالأطفال بجهة فاس مكناس، في ازدياد، خاصة في الأونة الأخيرة، حيث أصبح انتشار الأطفال في الساحات والمقاهي و الأرصفة وأمام الشبابيك الأوتوماتيكية وأمام أبواب المساجد و بمحيط المحطات الطرقية والعديد من الأماكن العمومية، حيث يشاهد أطفال في عمر الزهور بوجوه شاحبة وأجسام هزيلة أتعبها الجوع و أنهكها التسول، ناهيك عن مشهد بات مألوفا لدى ساكنة جهة فاس مكناس، والمتمثل في استغلال هؤلاء الأطفال من لدن أشخاص بالغين منعدمي الضمير ” مرتزقة التسول ” قد يكونوا حقا أولياؤهم أو يدعون أبوتهم أو أمومتهم لهؤلاء الأطفال لكن في الغالب لا تربطهم بهم أية علاقة سوى الاستغلال، فيستغلونهم لاستعطاف المارة و كسب بعض الدراهم.

فهذه الظاهرة تعبر عن ضعف الخدمات المقدمة اجتماعيا وعن ضعف أداء الحكومة في الاهتمام بمجتمعنا المغربي ، حيث أصبحت تشكل عائقا كبيرا لحركات ووسائل النقل، إذ لم يعد شارع يخلو من المتسولين من مختلف المراحل العمرية الذين يقطعون طريق المارة ويلحون على الحصول على مساعدة مادية تساعدهم على سد رمقهم ورمق أسرهم ، كما يظن البعض أن التسول هو المنقذ الوحيد من المأساة الاجتماعية .

بل الأخطر من ذلك تجد أطفالا في سن مبكرة يستعملون مادة ” السيليسيون ” وفي أوقات متأخرة من الليل، وفي أماكن تشكل الكثير من الخطر علي حياتهم ،
وامام هذه الأوضاع الخطيرة، يتسائل المكتب الجهوي للمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس:

– لماذا لم تفعل القوانين المجرمة لكل من يستغل أوضاع هؤلاء الأطفال بغرض الوصاية عليهم؟

-كيف يمكن للجهات المسؤولة أن تقضي على ثقل المخلفات الاجتماعية لظاهرة التسول بالأطفال القاصرين وتفعيل تنظيرات القطاعات الرسمية الوصية على الشأن الاجتماعي؟

وفي انتظار تقديم إجابات لهذه التساؤلات على أرض الواقع. نؤكد أن هدا الوضع يبين بشكل جلي فراغ المجتمع بجهة فاس مكناس من جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بمعالجة هذه الآفة كما هو الشأن بالنسبة لمدن كبرى التي تعرف نشاطا جمعويا يهدف لذات الغاية، يحدث هذا في غياب أية بادرة من أية جهة تهدف الى جمع هؤلاء الأطفال من الشارع و انقاذهم من شرذمة الاستغلال و انشاء مراكز خاصة تعنى بإعادة تربيتهم و تتبع مسار إدماجهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!