أمـــــي لا تــرحـــلـي

0

          ومـــــضـــات

               قصيدة زجلية،تحت عنوان.

        أمـــــي لا تــرحـــلـي

 

أمي لا ترحلي

فرغيف فطور الصباح

لا يزال في الفرن

أخاف النار،تؤذيني

لن أمد يدي إليه…

أمي لا ترحلي

قهوة الصباح

لا يزال حليبها، يغلي

قد يفيض،ويضيع

زبده، زبده

لن أقترب منه،حار

أخاف النار

لن أمد يدي إليه…

أمي لا ترحلي

سأظل جائعا

والجوع يؤلم،وآلام

تقتل الأحلام

حيث سأقضي

الليل كله، كله

صــاح،أتضور

من شدته ،وأترابي

ملأى  البطون، نيام..

أمي لا ترحلي

فملابسي لازالت

لم تجف بعد،وزادها

رذاذ ضباب  فجر اليوم

ماء، بللا،فزاد

تنتظر من يعصرها

من سيكويها،ثم يرتبها

كالعادة،إلا أنت،أنت  أمي

فأنا الصبي ،عظمي  طري

فتي ، صبي ،صبي

أمي لا ترحلي

سنذهب سويا، معا

لتشترين لي ثوب العيد

وتختارين  لي أجمله

فأنا لا أحسن الاختيار

فنحن الصغار،كما

تعلمين، نحتار، نحتار

وأذواق أمهاتنا ، لنا

باقات أزهـــار،أزهار

أمـــي لا ترحلي

فغدا تفتح المدارس

أبــــوابهـــا

وتستقبل أبناء القرية،

صغارهــــا

أريد أن أكون

في أول الصفوف

بلا خوف ،بين فصولها

أتنقل و أطــــوف

بلا خوف،أداعب الحروف

      بـــلا خــــوف

المقروء منها والمكتوب

وأكون التلميذ المجد

      المـــحــبوب

فـــلا ترحلي  ،أمي

أنت مدعوة لحضور

حفل زفاف”حنان”

ابنة الجيران،جيران

من بنات القرية ،الجميلات

الحسان “حــنان”

إلى ‘عدنان’ الذي أكرهه

إن كان غيري ،غيري

لأنني أنا الأول من تقدم

لخطبتها ،يوم التقينا عند

دوالي الجنان،”حنان”..

أتذكر جيدا يوم أفشيتها

ســـــــري،ســــــري

ضمتني إليها “حنان”

قائلة.بعد ما قبلتني

قبلتين على خدي،وهوت

بفيها على فــي،فـــي

مبتسمة ،مبتسمة،أأنت؟

أنت ، تمنيت من أعماق

قلبي،لطلبك ألبي، ألبي

“حنان”  لك ،”حنان” لك

لكن ،لكن أنت لازلت

صغير،وعدنان الرجل

الكبير، كبير ،انتـــظر…

فبادرتها ،سؤالا؟

وإذا كبرت،كبرت..

طأطأت رأسها،خجولة

واحمرت وجنتاها…

 ثم ترجلت ،ويداها لازالت

تشد على يدي،بيدي..

لم أتزحزح من مكاني

سؤال تلو السؤال،ولا يزال؟

هل يعشق إلا الكبار؟

هل يتزوج إلا الكبار؟

هل يسمع إلا رأي الكبار؟

هل يحتفى إلا بالكبار؟

هل سنظل،والى متى يتاجر

 الكبار فينا نحن الصغار؟

هل سنبقى دائما نجلس

في المقاعد الخلفية

وراء الكبار؟أي كبار؟

حتى أخطاؤهم ، نتحمل

عواقبها نحن الصغار.

كبار، كبار،أي كبار؟

هل يحسن السياقة إلا الكبار؟

ونحن الراجلين الصغار

ننتظر على الرصيف

لنمر،لا يولوا لنا اعتبارا..

لأننا صغار ،لانرى في

الليل لهم،ولا في النهار؟؟؟

فبعد سواد الليل،ستشرق

شمس النهار،نهار..

ويغدوا الصغار،كبارا…

انصرفت “حنان”وتركتني

أتأمل ،كل جسم ضخم،كبير..

تقع عليه عيناي،هذا زوج

“حنان”،هذا ‘عدنان’..

هذا أنا ‘عدنان’..

أمي لا ترحلي

سنزور “حنان”سمعت

بأنها ولدت ،اثنان ..

استقبلتنا،وكان العناق

عناق وميثاق ،يعبق برائحة

عطرة  ،ونفس راق..

تحضنني   بذراعيها  

الناعمتين ،ناعمتين..

أحسست عندئذ،برعشة

تلف جسدي ،وتمنيت

طول اللحظة،لحظات..

لم أعد أسمع شيئا

إلا صوت ضحكاتها

ضاحكة،قائلة. آه لقد

كبرت ،كبرت…

فلم أتردد والصبيان

لم يعودا بين يديها..

فأنا من كان بين ذراعيها..

قلت لها ،أخطب ودك

من جديد يا “حنان”

لا زلت عند وعدي

وأنا الطليق ،إلا من

ذراعيها ، ذراعيها..

فابتسمت كعادتها

وطول ضفيرة شعرها

المنساب،قد تدلت بين

نهديها ،حررتني،وهي

تداعبها ،قائلة. نعم ،نعم.

فأنا لك ،لك ،لقد انتظرتك

يا “عدنان”، “عدنان”

فهيت لك ،اقترب ،اقترب

لقد فرقت بيننا السنون

لكن تجمعنا اليوم الأيام

لنحقق الأحلام ،أحلام.

فالعرس،كان زفاف أختي

وهؤلاء الصبية ،هم أبناؤها..

لقد وقفت مذهولا،وبدأت

أتساءل عن مصير”عدنان”

الذي لم يكن سوى،أنا، أنا

لقد نسيت اسمي يوم التقينا

عند دوالي الجنان..

لقد أنسانيه حب “حنان”

وتابعت حديثها،أنالك،لك

فتاة عذراء ،عذراء..

وأنت كساؤها يقيها،من حر

الصيف وبرد الشتاء…

وإنني كنت ولازلت

متيمة في غرامك،لكننا

كتومات ،نحن النساء…

أمي لا ترحلي

لقد تزوجت “حنان”

وأنجبنا من الأطفال

اثنان،عنك يسألان؟

أمي لا ترحلي

لقد جئنا إليك،في الموعد

لزيارتك كالمعتاد..

افتحي لنا الباب

واسأليني كالعادة

عن طول الغياب..

أمي لا ترحلي

لقد كل  متني،وأنا

أطرق الباب..

أمي فلا جواب؟

أماه أخبرك،بأن عند

رحيلك ،غير الأحباب

مفاتح الأبواب؟

ونسجوا بيننا وبينهم

الحجاب، الحجاب..

فما أدري، ما الأسباب؟

لكن بدا لي ،يا أمي

أن رحيلك ،رحل معه

كل شيء ،شيء

حتى الصواب….

بلا استغراب،بلا استغراب…

أمي لا ترحلي

ولو بعد حين، حين…..

لا ترحلي ،لا ترحلي…              

                                 التوقيع ؛ الزجال ،ذ. لــحــســن رطــلـي.

                                   الرباط ،يومه، الثلاثاء 22ذو الحجة 1439ه

                                                   الموافق 4 ستنبر2018م.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!