مليكة بوخاري : سوق أربعاء الغرب
في ظل أزمة كورونا و الدروس المستقاة منها و التي يجب ان تكون مقياسا للعمل المستقبلي القائم على إعادة النظر في الراكد في الفكر و القيم العامة و المصالحة مع الذات و مع المحيط .
تقوم بعض الأنماط البشرية باغتصاب الحق في البسمة و الحياة من خلال افتعال حريق ينهي حياة الغابات رئة الإنسان و بالتالي تحطيم التوازن البيئي و الايكولوجي الضامن لاستمرار الحياة ، و هو ما وقع بالفعل ( بدوار أولاد عبد الله قيادة بن عودة
سوق الأربعاء الغرب هذه الشجرة من عهد الزوايا حيث توجد أمام ضريح سيدي عبد الله بن منصور الذي تعرض هو الآخر لإتلاف معالميه ) حيث قامت عناصر مجهولة نتمنى أن تصبح معلومة بإحراق شجرة تشكل قيمة كبيرة بالنسبة للساكنة و الحياة.
لا نعتقد أن هذا السلوك سلوكا عابرا و لا معزولا بل هو عمل منظم يحمل الكثير من الدلالات ، و هو ما يستوجب البحث المعمق و التتبع بالصرامة المطلوبة من طرف الجهات المختصة لاعتبارين : الأول انه يستهدف البيئة و هو ما يستلزم أن يقوم الدرك البيئي بفتح تحقيق عاجل و معمق في الموضوع لكشف كل ملابساته . و الثاني ان الفعل يعد جريمة وفق القانون الجنائي.
إن مثل هاته الأفعال الجرمية لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون فعلا معزولا . علما ان المغرب يعرف تذميرا ممنهجا للمجال البيئي كل سنة بسبب الجشع حيث يتم اتلاف العديد من الفضاءات الخضراء بسبب توسيع دائرة انتاج القنب الهندي او لأغراض نفعية أخرى.
ان المطلوب و نحن نعيش تحت مآسي جاءحة كورونا ان ينظر إلى هذا الفعل بكونه فعلا لا يقل خطورة عن تلك الجاءحة و التي تعيق التنمية و سلامة المنظومة الصحية و البيئية. خاصة و ان هذا الفعل يأتي في ظل الحجر الصحي و هو ما يقطع الشك و لا يترك مجالا له بأنه فعل منظم يقتضي الاستئصال بنفس الحزم و الصرامة التي ابانت عنها القوات العمومية و المؤسسة القضائية للحد من انتشار كورونا ، لأن الأمر يتعلق بقتل للحياة .
فهل ستتخذ السلطات المختصة المتطلب في الأمر ضمانا لدولة الحق و القانون و المؤسسات ، كما أنه على النيابة العامة المختصة فتح تحقيق قضائي بالصرامة القانونية المطلوبة و التي تنتهجها مشكورة ضد كل ما يهدد السلامة و الحياة .