الدكتور محمدين الحداد ابن مدينة تازة ضمن قائمة اكثر العلماء تأثيرا على مستوى العالم لسنة 2024
الدكتور محمدين الحداد ابن مدينة تازة ضمن قائمة اكثر العلماء تأثيرا على مستوى العالم لسنة 2024
تقديم : د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
منذ افتتاح الكلية متعددة التخصصات بـأسفي عام 2003 على يد أساتذة مشهود لهم بالكفاءة العلمية والريادة البحثية ، وهي تتوهج بالجهود العلمية والتربوية التي تميز هؤلاء الأساتذة الشباب بكل ما أوتوا من قوة ، هدفهم الجودة في تكوين أبناء مدينة أسفي . ولعل الناظر إلى حجم الخريجين ومستواهم العلمي الرصين ، كاف لإظهار مدى ما بذله أساتذة هذه الكلية الفتية من جهود جبارة انعكست ثمارها على الطلبة الخريجين ، حيث نجد فيهم القضاة والمهندسين والأساتذة ومديري الشركات ، وغير ذلك من المهام التي يشغلونها ، كل ذلك بفضل أساتذتهم .
واليوم ،تستقبل الساحة العلمية والفكرية نبأ اختيار واحد من أساتذة الكلية متعددة التخصصات بأسفي ، يتعلق الأمر بالأستاذ الدكتور محمدين الحداد ضمن قائمة اكثر العلماء تأثيرا على مستوى العالم لسنة 2024 والتي تم نشرها من قبل جامعة ستانفورد بالتعاون مع دار النشر العلمية Elsevier يمثل تصنيفه ضمن نسبة ال2 في المائة من العلماء الأكثر تأثيرا ، إنجازا بارزا يعكس مساهماته العلمية الكبيرة ، ويعرف بتفوقه في هندسة التفاعل الكيميائي ، وأيضا تصميم أو هندسة الأسطح ، باعتباره من المغاربة البارزين في هذا الميدان . لذلك ، فإن اختيار شخصية الدكتور الحداد كأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بأسفي ، اختيار حالفه التوفيق من كل جوانبه، من واقع أن الأستاذ الحداد يعد عالمًا من علماء هذا الوطن العزيز ، وأحد الذين أثروا الساحة العلمية بعطائهم المتدفق لا سيما في مجال الكيمياء الذي كان له فيه سهم ضارب ونصيب وافر، بجانب مساهماته المقدرة في في باقي أعماله العلمية الأخرى . إن هذا الاختيار لم يكن مستغربًا أن تختار هيأة علمية ذات قيمة علمية عالية المستوى فضيلة الأستاذ الدكتور محمدين الحداد كعالم كبير، وأستاذ قدير، ورجل متميّز، متعدد الجوانب، متنوع المواهب . فهو ثمرة من ثمار هذا البلد الأمين، ورمز من رموز البحث العلمي في الجامعة المغربية ، وعلم من علمائها المتميزين الذين أسهموا في نشر المعرفة العلمية المستنيرة المعاصرة ليكون أحد أقطابها، ومرجعًا موثوقًا من مرجعياتها في بلدنا الحبيب وفي كثير من الدول العربية والإسلامية ،إن لم نقل العالمية .
إن تميّز هذا العالم الجليل نتلمسه في تميّز علمه، وتميّز عطائه، وتميز ثقافته، وتميّز آرائه.. إن تصنيفه ضمن أكثر العلماء تأثيرا ، يعد تكريما مستحقا ، من خلاله نكرم العلم، ونكرّم العلماء الكبار، بما لديهم من معرفة زاخرة وأخلاقيات، وبما يتمتعون به من سجايا وصفات، وبما يتحلون به من تواضع ونبل ومكرمات. وهذا التكريم بالتفرد والتميز ، يذكّرنا بأن لدينا من العلماء والفضلاء من هو جدير كل الجدارة بالتكريم والإشادة والتنويه والثناء.. عطاء بعيد عن الأضواء، لكن أعماله العلمية تشعّ أضواء ونورًا ، وتلك شيمة يجسدها تواضع العلماء من أمثال الدكتور الحداد . لذلك نقول : إنه أهل لكل تكريم ووفاء لما قدمه للساحة العلمية في بلادنا. وهذه المبادرة القيمة ، إنما هي حافزً لكل عالِم وباحث للمزيد من العطاء وخدمة نهضتنا العلمية والإسهام فيها بكل إخلاص وفناء.
إنه اختيار صائب من القائمين على جامعة ستانفورد هذا العام ليكون من نصيب الدكتور الحداد ، وهو اختيار صادف مكانه الصحيح في الشخصية وفي المناسبة والمرحلة ، لعالم يستحق هذا التتويج ، مما يدل بجلاء على ما حباه الله من علم عميق، وما وهبه من دقَّة في النظر وشمول في الرؤية، مع صدق في القول بأدب كبير .
إن هذا الاستحقاق تعبير حي عن حياة حضارية ضاربة في التقدم، وفصل من النماء والتطور، وفيه تعلو الهمم وتتشجع البحوث وتكثر الدراسات العلمية المفيدة، كما تقوى من خلاله أواصر التواصل العلمي والمعرفي .
والكلية متعددة التخصصات بأسفي ، تسعد اليوم بأساتذتها المتفانين في خدمة طلبتها ، كما هي سعيدة أيضا بما يقوم به هؤلاء الأساتذة من بحوث علمية رصينة تخدم البلاد والعباد .