أغلبية المجلس الجماعي.. مدينة تازة “منيضاش منيضاش” والمصلحة الخاصة “فين ما مالت نميل معاها”

أغلبية المجلس الجماعي.. مدينة تازة “منيضاش منيضاش” والمصلحة الخاصة “فين ما مالت نميل معاها”

0

جمال بلــــــة

بعد أن مرت سنتين كاملتين على فوز عبد الواحد المسعودي بأغلبية مريحة خلال الاستحقاقات الجماعية مكنته من التربع على كرسي تسيير وتدبير شؤون جماعة تازة دون أي شيء يذكر، وتكفي قراءة بسيطة لما يقع اليوم من عبث في تدبير الشأن الجماعي ليتأكد للعلن أن مدينة تازة “منيضاش منيضاش” وأن ما بني على باطل فهو باطل، وأن المتآمرون عرفوا كيف يحكمون قبضتهم على شرايين تنمية المدينة، لن يكن مبالغا إذا قيل، بأن ما يميز مجلس جماعة تازة اليوم، هو إصراره على الدفع بالمدينة الى الحضيض، ما يعد أمرا حقيقيا وخطيرا على المستوى السياسي والتدبيري.

  • سنتين كاملتين، كانت كافية لتظهر للعيان عجز المجلس الجماعي عن انتشال مدينة تازة من بؤر الفساد، ومن ركود اقتصادي واجتماعي فظيع لم تشهد مثله المدينة قط.
  • سنتين كاملتين، نجح فيها الرئيس فقط، في توزيع الوعود الكاذبة، والشعارات الرنانة، وبيع الوهم لساكنة تازة إلى جانب أغلبيته معتقدا أن دهائه سيغلب سذاجتهم.

وإن المتتبع للوضع الشاذ الذي تعيشه أغلبية المجلس الجماعي لتازة سيدرك، وبلا شك، أنه إلى جانب التراجع، تعيش الساكنة، وبشكل غير مسبوق، “التبرهيش” السياسي بكل معنى الكلمة، وممارسة سياسية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متشبعة بالكثير من النفاق والتملق و”لحيس الكابة”، ويكفي ذكر رسالة الأعضاء الخمسة ومضمونها بعد ان كانوا جنبا إلى جنب وفي توافق وتناغم وانسجام تامين، بحيث أصبح الرئيس لا يخطو أدنى خطوة إلا بعد أخذ مشورة نوابه من بينهم النواب الخمس، وفي مشهد سريالي أصبحوا أشد الخصوم، وأشرس الأعداء، ولم يتوانوا في كشف ملفات سوء تدبيره لإظهاره على أنه لا يصلح ليكون في دكة التسيير …

وما دام الشيء بالشيء يذكر يتسائل الرأي العام المحلي اليوم كذلك، عن الغاية التي دفعت الأعضاء الخمسة إلى تبني هذا الموقف ليصبح المجلس بأغلبيته في مواجهة فريقين من المعارضة ؟ وهل في الأمر صفقة ما يخفيها النواب الخمس على ساكنة تازة ؟ وما هي قيمة المكاسب التي سيجنيها التواب الخمسة من كل هذا ؟، ولماذا لم يجرؤ أي مستشار من المقربين إلى الرئيس على الخروج لتوضيح أسباب وخلفيات الاصطفاف الى جانب الرئيس؟ رغم يقينهم التام بأنه لن يقوى على هذه المهمة، وبأن منصب رئيس جماعة تازة أكبر بكثير من إمكانيات عبد الواحد المسعودي ومؤهلاته؟، أسئلة وأخرى لازال شارع مدينة تازة ينتظر الإجابة عنها؟.

اليوم المتتبع للشأن العام المحلي يتساءل عن السر وراء هذا التغيير المفاجئ في مواقف الأعضاء الخمسة، والأعضاء الموالين للرئيس، وهل هي ”محبة لله” أم اتفاق على قسمة “الكعكة”؟ وهو ما يجعل الساكنة تطرح السؤال، هل الانقلاب على المبادئ والأخلاق أمر طبيعي في السياسة، أم هي لغة المصالح الخاصة من تضبط مواقف السياسيين وتوجهاتهم؟، وحتى وإن رفض البعض هذا المنطق، فهو بالنسبة للبعض الآخر سلوك طبيعي تمليه المصلحة الخاصة عملا بمقولة “فين ما مالت نميل معاها”، وأن هذا الإنقلاب لا يعدو أن يكون سوى إجراء طبيعي لمستشارين وعدهم رئيسهم بتقاسم المصالح الخاصة من داخل المجلس الجماعي والحفاظ على مكتسباتهم وخاصة التفويضات في مجالات اغتنى بها أعضاء في المجالس السابقة وكل من حظي بهذه التفويضات يعتبرها من المكتسبات ولو كانت هذه المكتسبات ستقضي على مصير مدينة تازة برمتها، وترمي بها نحو المجهول، فيما يرى بعض أعضاء الأغلبية الموالين للرئيس أن الصراع داخل الأغلبية ما هي إلا فرصة كانوا يبحثون عنها من خلال رئيس مهزوز بأغلبية هشة لتمرير مشاريعهم ؟ ويرون في الرجل ” عبد الواحد المسعودي همزة ” وحدهم يعرفون المكاسب التي سيجنونها من ورائه خصوصا بعد قدرتهم على رصد مختلف الاختلالات التدبيرية للرئيس على مستوى الشأن المحلي.

وباختصار شديد، ساكنة تازة، أمام مجلس “تائه”، وفاشل على مستوى الفعل، من جهة، وأمام مجلس، يتسم بكثير من “التبرهيش” السياسي الذي يجسده كلام وسلوك ومواقف بعض أعضاء الأغلبية بالمجلس الجماعي، من جهة أخرى، بمعنى إنه مجلس بعيد كل البعد عن هموم المواطنين وانشغالتهم، فالرئيس عبد الواحد المسعودي الذي طالما وعد بمحاربة الفساد الإداري، اعتمد على موالين له يفتقدون إلى الكفاءة، ويستعاد باسم الله من الشيطان الرجيم عند ذكر أسمائهم، وهي مناسبة لنذكر السيد الرئيس، على أن الفعل العمومي يفرض ضرورة القطع والحسم مع الأساليب المنغلقة بطبيعتها، والتي لا يمكن لها إلا مراكمة الفشل والزبونية والمحسوبية، ويبقى كل ما قام به عبد الواحد المسعودي رئيس المجلس الجماعي لتازة من خرجات كرتونية لا تعدو أن تكون مناورات محبوكة، اجتمع فيها الدهاء بالحنكة، الغرض منها الحفاظ على المصالح الشخصية للاعضاء المقربين منه حتى لا يفقد اغلبيته.

مدينة تازة المكلومة، لا تنتظر معروفا لا من أعيانها ولا من منتخبيها ولا من مثقفيها ولا من فعالياتها الجمعوية، ولكن تنتظر عطفا من أبناءها التازيين الغيورين البررة، وهم القادرين على اغاثتها من جشع الطامعين، وخيانة بعض المنتخبين حتى لانعمم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!