قــصـيـدة زجــلـية مــن مـــفــكــرة الــصــبـــا “3”  ”  اغـــتــصــاب بـــراءة “

0

  نشر في: 13 أكتوبر  2019 / 13:11

                            

                                    قــصـيـدة زجــلـية

                            مــن مـــفــكــرة الــصــبـــا “3”

                              ”  اغـــتــصــاب بـــراءة “

 

 

لقد حكت لنا إحداهن

      أســـرارا

وهي تبكي ،بكاء الأنهار

على خديها الورديتين

انساب من عينيها العسليتين

عيونا، فار ،حـــار

يذب آلامــه بين الأوصال

يـــــكــوي نـــارا..

لقد فعل فـــعــلــه بـــهــا

عــديـم الضـمـيـر،الحقير

ســيء الخـصـال ،محتال

المــدرس ومثلــه أنـذال

 

أيـــهــا “الأنـا” لا تــرحـل

تـنـهـدت بــقــوة،بعد زفير

وهي تصف لنا الحدث،حدث

قــــــائـــــــلــــة ؛

لقد أوصــد الـبـاب خــلـفـه

وأدار مفتاح قفل الحمام ،بإحكام

لــم تــعـد تـسـمـع صوت

زميلاتها وزملائها بالأقسام

وقد انزوت الصبية في إحدى

الأركــــان ،والصمت قد عــم

المـــكــان ،كــان ..كان..

وهي تنظــر…تنـتـظــرفي هلع

دون كـــلام ،ضوء باهــت

ونـــور مــصــباح  خــافت

تــقــشـعر فيه رعبا الأبدان

لكنه الشرير (المدرس) الخطير

تنــاســى أن ذو الــعـــزة

رب الــعــالــمـيـن ، رقيب

حــسـيـب ،شــديــد الانتــقام

الطفلة “التلميذة”الصبية

وردة بــهــيــة ، يا بهية..

قطف الوغد زهرة عــمــرهـا

غــصــبا ، كرهــا ،الـضـحــيــة

ذبحــهــا ، ذبــح خــراف العيد

أضــحــيــة ،أيتها الضحية..

ضحية مجتمع التخلف والأمية

فـهـو الـراعــي ،وهو الموكــول

له الــوصـايأ”بالصبايا”الوصية

الــــوصــيــة التربية والتعليم

والوفاء للأمانة والإخلاص وصدق النية

التـــربـيـة ،هل له فيها سير وحسن

ســـلــوك ،أم على المهنة الشريفة

 سلطوه،وكان الواسطة أبوه أوأخوه..

أوبا لدرهم ،السيد اختاروه،فأرسلوه

إلى البادية  الهادئة النائية الطاهرة

أهلــها ،عــشـائرها ،ساكنتها؛ لفـظـوه

فكان عليهم وباءا ،جـــذاما،لم يـعـرفوه      

تسكع في الشوارع ، بــلا  وازع…

خـــبــر كـان شائع ، ذائــــع …

و لم يـمـنــعــه من العبث

 بأعراف القبيلة أي مانع

 ينادونه ‘ م.الشرقاوي’فهو

 المـصـائب والـــبــلاوي …بــلاوي…

إنها سنوات الخمسينات وبداية

الـــســتـيـنات من القــرن الماضي

 

أيــــهــا  “الأنـــا” لا تــرحـــــل

    لا تـــرحـــل … لا تـــرحـــل

بهية الطلعة “التلميذة” الصبية

كانت المسكينة ضحية مجتمع

الـتـخــلــف والأمـــيـــة،ولا أمنية

قــتــل أمــانيــها، طــبــيــبة قريتها

 تعالج المرضى مـنـهــم،مـنـهـن

 وتـأخــذ بيـد الـفـقـراء،البقية

وتكون قـــدوة للأسرة للعائلة

المغربية ،في النماء في البناء

ربــــة بـيـت… أخـــلاق وتربية

 

أيــهــا “الأنــــا” لا تـــرحـــل

        لا تــــرحـــل

لقد انخرطنا كـلـنا في الفصل

لــنــحارب الـجـهـل ،جـهــل

بالـتعـلـم بالــمعــرفـة ،نبني

الــمــســتــقــبــل…

أجـــــــــل…..أجــــــل

 

أيــهــا “الأنــا” لا تــرحــل

شــاءت الأقــدار أن نـفـتــرق

وبأخــبارهــا كنـت مــلـتصـقا

فـــدورنــا في القرية،جـيران

كنا نلتقي في المناسـبات احيانا

ففي ربــيـعـها الـسـادس عـشــر

وطبيعة البادية حينها،قد اكتست

حلـتها المــزدانـة أزهــار وورود

…في مســاء يــوم الــجـمـعــة

تـكـلمت الـسـمـاء بصوت الرعود

والــبــرق قـد أنار بـلـمـعانه

 درب الحدث الـمـشهـود ،بالشهود

والـمـطـر شــتاء ،صــب، صـبـا

فـمــلأ  الأوديــة والــســـدود

وقــد رفـعـت الأيــادي إلى

الحــي القـيـوم الذي لا تأخذه

ســنـة ولا نــوم ، شــكـرا له

عــلـى رحمـته’الغيث’ التي جاد

بها على مــخـلـوقـاتــه ،ويــجــود…

تـلــكـم كـانت لـيـلـة زفــاف

بــهــيــة الـصبـيـة الــضـحـية

زمــيـلتي في الدراسة الابتدائية

دعـــتــنـي لـحـضـور الـحـفــل

مــنــذ أســـبــوع ……

حــيــث وصــلـت ، فــوجــدت

بهـو الـمـنزل مضاءا  بالشموع

وبـيـوتــه مـــلآى ،وأســـرتــها

وقــد تـــحــلــق الـجــمـع حـول

جــثـمانـها في ذهــول وخشـوع

كـشـفـت الغـطـاء عـن وجهـها

كانت ابتسامـة الوداع على محياها

مرسـوم عليها خبايا ،الموضوع

لـقـد فـارقـت الـفتاة ‘ بهية’التلميذة

الــضــحـيــة  ، الــحــيــــاة …

 بعد ما تــناولـت قـارورة دواء سام

فرحلت ورحل معها ،سـرها الـهـام

 الذي كان يــؤرقــهــا نهارا،حــصــارا

وكــابـوس  كان يـطاردهـا في المـنـام

هـــذا كــان نــص رسالتها ،دعوتها

لـحـضـور ليلة فــرحـهـا ،خـتام

فــهــو الــشــرف ،شــرف القبيلة

والأم الــفــاضلـة  التي ليس

بإمكانها   أية حيلة ، ولاتـــلام..

فــهـو شـــرف ‘بهية’ ودونــه

لا أحد اعــتـرف أويــعــتـرف

أنــها كـانت إحدى ضحايا

 المــدرســـة الــقــرويــة

ســوى محفظتها المعلقة رفقة

و وزرتها البنية على الـجـدران 

التي ستبقى شاهدة عيان

عــيــان …ستروي للزمان

أن صاحبتها …هنا …هناك اعتدى

 عليها إنـسـان…معذرة ،حـيــوان…

مــدرســنا ،مـفـترسنا..الشـيـطان

راحـــت التلميذة ‘البهية’الضحية..

فريسة للـذئاب الــمـكـرة ،الـنـكـرة

الــضالة التي اسـتــضـافــتـهـا

واحترمتها ،باسم الـتعليـم والتربيــة

كــانـت الــضــحــيـة ،لأنـــهــــــا

لأنـها  لم  تــرض  أن  تــزف

ويــكــشـف عــنــها  دون الهــدية

زهــرة عــمرها ،وستبقى

للكرامة للبراءة للإنسانية..

أهــــم قــضــيــة…قضية’بهية’.

‘بهية’ ودعــت الــحياة

وشيع جـنـازتـهـا الأطفال

والفـتيـات والصبايا والفتيان

والرجال يقرؤون الفاتحة ويدعون

لها بالرضوان والمغفرة والجنان

فمشيت خلف نعشها وتمنيت

أن نعــود معا أطفالا و صبايا

إلى مـدرسـتـنـا الــقــرويــة …

ونـجـهـر بالحـقـيـقة،مـدويـة…

أن البهية كانت ضحية الهمجية…

لأن الجاني بقـــي طــلــيقـا

يتلقى من شيوخ القبيلة…

الــســلام والاحــتــرام والتـحـيـة

ويــرعــى الــنــشء،باســـم

الــتـعــلــيــم والــتــربـيــة….

فحــذاري من التـخــلـف والأمية

حيث يغــيــب الوعي والــحـضــارة

ويـنـتـشر الــعـنــف والظلم والاعتداء

بــاســـم من ألـمـسـمـيات ما سميت

وتــتــيــه الـــرعــيـــة ،وتبقى

الــطــفولــة البــريـئـة هي الضحية

 

أيــهــا ‘الأنا’ لا تـــرحــــل

مدارس الصبا عنك دوما تسـأل

أجــــــــل  تـــــســــال…..

                      التوقيع؛ الزجال  ذ  لــحــســن رطــلـي

                       القنيطرة،في؛ يومه الاثنين 23محرم1441ه

                                   الموافق 23 شتنبر 2019م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!