بعيدا عن الديماغوجية قريبا من الواقعية

0

فاربريسمحمد الصديقي

خاض تحالف فيدرالية اليسار الانتخابات بشكل يبعث على أمل في انفتاح بصيص أمل لتحقيق حلحلة في الرأي العام المجتمعي نحو الإصلاح، والرأي الخاص للدولة في تقدير رؤية الممانعة، للتعاطي مع مستقبل البلاد.
كانت نتائج ثامن شتنبر 2021 مخيبة للآمال، بالنظر إلى:

  • استمرار تدني منسوب الوعي المجتمعي تجاه مجال تأثير السياسي على المجتمعي؛
  • ترسيخ اقتناع الدولة بهيمنتها على الحقل السياسي وجرأتها في تجاوز حدود اللياقة في التلاعب بالنتائج، ومنطق التبرير إلى منطق فرض واقع الدولة؛
  • تقزيم دور الأحزاب السياسية في لعب أدوارها الدستورية والسياسية بما يجعلها أداة لممارسة الديمقراطية، وتحويلها إلى وسيلة لتبرير أخطاء الدولة في الممارسة السياسية؛
    وانطلاقا من ذلك جاء رد فعل تحالف فيدرالية اليسار على النتائج بما يرسخ قوة الفكر اليساري بارتكانه إلى موازنة المبدأ مع الواقع، وذلك من خلال:
  • تصريح السيد عبد السلام العزيز، المنسق الوطني لتحالف فيدرالية اليسار، خلال لقائه مع رئيس الحكومة الذي قدم من خلاله رسالتين هامتين: الأولى موجهة إلى المجتمع وتفيد تجديد التعاقد حول النضال من أجل المجتمع من خلال المداخل الأربعة للإصلاح الدستوري والسياسي والاجتماعي والحقوفي (الملكية البرلمانية)، والثانية موجهة إلى الدولة نفسها وتفيد أن جميع أنواع التلاعب بالحقل السياسي واعتماد منطق التحكم لن تفيد في تغيير خطاب الفيدرالية الواقعي والعقلاني، ولن يؤدي ذلك إلى إنتاج خطاب عدمي أو تبعي، بل سيزيد من تمسكها بالخطاب الإصلاحي والاستمرار في النضال من أجل تحقيق أهدافه، ومتى ركنت الدولة إلى الإصلاح الحقيقي فلن تجد من الفيدرالية إلا الترحيب؛ إذ الصراع مع التدبير لا المدبر؛
  • بلاغ الهيئة التنفيذية القاضي بعدم التحالف مع الفساد والمفسدين بما يقطع الطريق على كل الأطماع الذاتية والموضوعية في إغراءات المغانم، وبما يسمح، أيضا، للفائزين في تحمل مسؤولياتهم في اتخاذ ما يناسب مناطقهم تجاه الساكنة، وتجاه انتمائهم للخط الفيدرالي.
    وبعد، نتساءل، والوضع هكذا، عن مآل العمل أمام استمرار ذات المسار السياسي للبلاد بما ينذر باستفحال تقهقر معيش الطبقات الوسطى والمسحوقة، وتراجع خطاب الإصلاح لصالح خطاب التبعية للدولة وارتفاع أسهمه باعتباره واقع أمر. يبدو أن النضال بصفة عامة مقتضى ضروري، لكن يحتاج هذا النضال إلى تحديد صيغته وأفقه، ويحتاج بالضرورة إلى مأسسته، ومن أحل ذلك يظهر أن خطوات إلى جانب غيرها أضحت ضرورة تنظيمية وبنائية:
  • تسريع وتيرة الاندماج وتوسيعه بما يمكن من تحقيق الأداة التنظيمية لممارسة الفعل السياسي؛
  • تجديد النخب بإدماج الكفاءات الشابة لاستثمار قدراتها وكفاءاتها وتقريب التنظيم أكثر من العصر؛
  • تطوير الفكر الفيدرالي اليساري، بخلق خلية تنظيمية لذلك قمينة بجعل البناء النظري ينسجم ومتطلبات المرحلة وتحدياتها؛
  • خلق جسور الانسجام بين السياسي والاجتماعي، الحزبي والنقابي بما ييسر الاستثمار الجيد للتنظيمين ويحقق نجاعة الفعل النضالي.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!