الوجه القبيح للسياسة والسياسيين الذين يسيئون استغلال السلطة بتازة
الوجه القبيح للسياسة والسياسيين الذين يسيئون استغلال السلطة بتازة
جمال بلــــة
الشد والجذب وتصفية الحسابات بين المنتخبين الذي تشهده الساحة السياسية بتازة، يعد مجالا لصراع مفتوح وما هو إلا نوع من أنواع حرب التمركز المتجذرة فيهم والتي فرضتها الفترة الحرجة المتبقية من عمر المددة الزمانية لانتخابهم كبرلمانين او أعضاء او رؤساء للمجالس، لقد بات واضحا بل في حكم المؤكد ان العديد من الشخصيات السياسية وحتى بعض الكتل السياسية تتخذ المواقف بناء على موقفها من الطرف السياسي الآخر سواء كان حليفا أو خصما حتى ضاعت المبادئ والقيم والأهداف النبيلة التي ينشدها الجميع، ما جعلها ممارسات خطيرة ميعت الفعل السياسي بمدينة تازة.
وانعكست هذه الممارسات سلبا على أداء تسيير الشأن المحلي للذين تحملوا مسؤولية هذه المدينة، حتى اصبح من المفروض عليهم الجلوس مع بعضهم لإعادة تقييم الأوضاع وتأمل النتائج وملامسة التداعيات التي تركتها تجربتهم للشهور والسنوات الماضية، بدل الانخراط المضني والتنقيب عن تبريرات لكل خروقاتهم المبنية على سباق محموم للقيادة، والاقتتال الضاري بين كل الأطراف لكسب مواقع جديدة لضمان نصيب من الكعكة، أو الفوز بالجاه والسلطة.
من المؤسف ان يُنَزِل المنتخبون معظم المشاريع التنموية للغير تحت الأجندات السياسية وترسم على لوحة تصفية الحسابات بين السياسيي في حين تغيب النقاشات حول برامج التنمية بالمدينة، بممارسات إشتغل عليها بعض المنتخبين خلال الأيام الأخيرة، اثارت الشفقة على سياسيي المدينة والتي لم نكن نتوقع أن يكون ” التقلاز من تحت الجلباب ” والتراشق بالاشاعات والشتم هو ابرز ملامح الوجه القبيح للعمل السياسي الذي اغرق فيه المنتخبون أنفسهم سواء كانوا برلمانيين او أعضاء المجلس، وأغرقوا معهم مدينة تازة في عراكهم البائس، والمشكلة أن معظم المواقف السياسية تتم بناء على رؤى سطحية قائمة على معادلة عدو عدوي صديقي وهذه ليست بالمعادلة التي تستقيم مع الحق والمصلحة العامة للإقليم والساكنة.
هناك سياسيون يعملون بصمت للمصلحة العامة، وهناك سياسيون يريدون تحقيق التموقع بالمشهد السياسي بالمدينة لا غير، وعتابي لا أوجهه فقط نحو المنتخبين، وإنما للعامة الذين ينساقون وراء أي خلاف سياسي عابر، فيتشكلون إلى فرق مع وضد، غير آبهين بهموم المدينة والساكنة، ولهدر الزمن التنموي، وهذه الممارسات جزء لا يتجزأ من اللعبة السياسية بهذه المدينة العزيزة، لايفهمها إلا محترفو الانتهازية السياسة وهي لعبة رديئة جدا صدمنا بها سياسيو المدينة من جميع الأحزاب، فالتعصب لرأي دون الآخر يولد خلافا لا محالة، ويدخل بعض الأطراف التي ليست على قدر من المسؤولية في نزاعات تؤدي إلى تشتيت قابلية الفهم لدى الرأي العام، ويساهم في إنشغاله بقضايا بعيدة كل البعد عن الهموم الحقيقية التي من أجلها انتخب هذا السياسي لتسيير الشأن المحلي بإقليم تازة.