جمال بلــــة
أشرف عامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، يوم الجمعة 27 دجنبر 2024، على تدشين مركز الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة، ويضع هذا المركز، الذي يتماشى وروح الورش الملكي المتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في صلب أولوياته لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة،
و جرى حفل افتتاح ذات المشروع الإجتماعي والإنساني، بحضور محمد دردوري، الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مرفوقا ب منير البيوسفي، المدير العام وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال بالمملكة، إلى جانب عدد من المسؤولين الترابيين والسلطات المحلية والمنتخبين،
وتعكس هذه البنية السوسيو – تربوية للتكوين والتأهيل لولوج سوق الشغل، الذي ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة قدرها 4 ملايين درهم خصصت لتهيئته وتجهيزه وتسييره، المكانة المتميزة التي تحتلها البرامج والمبادرات الموجهة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما يمثل هذا المركز، نموذجا حيا للمقاربة الاجتماعية والتربوية للمبادرة، التي تروم تقديم الدعم وتسهيل الاندماج الاجتماعي والاقتصادي ل 120 شخصا من هذه الفئة الاجتماعية الهشة التي تحتاج الى الدعم والمساندة .
ويهدف هذا المركز، الذي تم إحداثه بكلفة مالية بلغت حوالي 6 ملايين و360 ألف درهم، مساهمة صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بلغت الى 4 ملايين درهم، مساهمة ووزارة التضامن والادماج الاجتماعي والسرة بلغت مليوني درهم، مساهمة من وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال بالمملكة بلغت 360 ألف درهم، فيما حددت مساهمة المديرية الإقليمية للتعاون الوطني في تجهيز المركز، وجمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة بالتسيير.
ويقدم هذا الفضاء المشيد على مساحة تبلغ 2552 مترا مربعا والمتكون من طابقين، طابق سفلي، وطابق علوي، والذي تكفلت جمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة بتسييره، تكوينات في ورشات، تخص الاعلاميات، النجارة، الحلويات، الخياطة، كما يضم المركز قطب إداري، وقطب تربوي يضم قاعات للتعليم المتخصص ” قاعتان لمرضى التوحد، قاعات للشلل الدماغي، قاعات للإعاقة الذهنية”، مسبح مغطى للترويض، وقطب مهني وشبه طبي يشمل قاعتين للعلاج الطبيعي “الحركي والكهربائي” وقاعتين للعلاج النفسي الحركي، وقاعتين لتقويم النطق، من أجل النهوض بأوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال المواكبة النفسية والرياضة، وضمان تقديم خدمات نهارية خاصة لهذه الفئة في مجال الترويض الطبي التوجيه والاستماع، والمواكبة والدعم والإدماج بالحياة المهنية، واحتضان الفئات الموهوبة.
وأبرز عز الدين لوكيلي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تازة، في تصريح للجريدة “الإخبارية 24 “، أن هذه المعلمة الاجتماعية جرى بناؤها وتجهيزها في إطار الاهتمام الخاص الذي أولته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، للدفع بالرأس المال البشري للأجيال الصاعدة ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة والشباب وفقا للتوجيهات الملكية السامية، مضيفا أن المركز يقدم العديد من الخدمات التي من شأنها أن تعمل على تحسين ظروف تعلم وتكوين فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بخدمات متطورة ومن الجيل الجديد، وأضاف أن هذا المركز يروم المساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص في وضعية إعاقة والعمل على دمجهم في المجتمع المحلي والمشاركة الفعالة فيه، بما يساهم في تمكينهم من الاستقلالية الذاتية عبر التأهيل المناسب لحالاتهم ومؤهلاتهم.
من جانبه، قال محمد كرامي رئيس جمعية آباء وأولياء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة، أن المركز سيقدم خدمات متنوعة لفائدة المستفيدين، سواء تعلق الأمر بأشخاص يعانون من إعاقة ذهنية وحركية أو جسدية، إلى جانب حصص في الترويض الطبي والدعم النفسي، وسيساهم في رفع المعاناة عنهم عبر التدرج من الأقسام الأولية إلى حين التكوين المهني حيث يصبح المستفيد قادر على الإنتاج، وفي تقريب الخدمات الاجتماعية لفائدتهم من أجل الحصول على الخدمات الاجتماعية الضرورية لتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع.
في هذا السياق، أشارت سهام بلغيت، مديرة مركز الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة بتازة، إلى أن المركز الذي تم تشييده وتجهيزه بمعدات حديثة تتماشى ومختلف الإعاقات الجسدية والدهنية للمستفيدين يهدف بشكل أساسي إلى تسهيل ولوج الأطفال في وضعية إعاقة إلى الخدمات الأساسية والتكوينية، كما عبرت عن سرورها وافتخارها بإنشاء هذا المركز الاجتماعي للعناية بتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، من حقهم علينا مساندتهم والوقوف إلى جانبهم بإعطائهم فرص الحياة وحقوقهم الطبيعية، ومراعاة أوضاعهم، مما يسمح بتحويل صعوبات الاعاقات إلى مساحة تحقق لهم العيش بطمأنينة وصولاً لمستقبل أفضل يسمح لهم ان يكونوا جيلا قادرا على الإنتاج والتطور.