عمالة تازة..لقاء تواصلي موسع حول إشكالية نفايات معاصر الزيتون بالإقليم
عمالة تازة..لقاء تواصلي موسع حول إشكالية نفايات معاصر الزيتون بالإقليم
جمال بلـــة
انعقد بمقر عمالة إقليم تازة، يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024، لقاء تواصلي موسع في إطار الحملة التحسيسية للحد من تلوث المياه بمادة المرج، والإجراءات والتدابير الاستباقية المتخذة للحد من الآثار السلبية لمادة المرج على المجال البيئي بإقليم تحت شعار ” الْمًا عَلَى قلْتُو مَانْزِيدُوشْ لُوَتُوه ” ترأسه عامل الإقليم مصطفى المعزّة بحضور رؤساء المصالح الأمنية الإقليمية ورجال السلطة ورؤساء المصالح الخارجية الجهوية والإقليمية ذات الصلة بالموضوع من بينها على الخصوص الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتازة، ووكالة الحوض المائي لسبو ورؤساء جمعيات أرباب المعاصر بالإقليم.
واستهل عامل إقليم تازة هذا اللقاء بكلمة أكد فيها على ضرورة ترشيد استهلاك الماء، ارتباطا بحالة الجفاف الملحوظ والإجهاد الماني الذي يعيشه الاقليم، خلال السنوات الأخيرة، من فرط استعمال هذه المادة الحيوية، مذكرا الحضور بشعار اللقاء التحسيسي “الْمًا عَلَى قلْتُو مَانْزِيدُوشْ لُوَتُوه “، وأن مادة المرج تعد إحدى مخلفات عمليات عصر الزيتون، تطرح تهديدا حقيقيا على جودة المياه والمحيط البيئي بالإقليم، كما تشكل أحد الانشغالات الكبرى للسلطات العمومية والفاعلين المعنيين بالمحافظة على البيئة.
وأضاف أن تصريف مادة المرج في غالبية الأحيان بطرق عشوائية دون احترام الضوابط القانونية والبيئية من طرف بعض أصحاب الوحدات الإنتاجية في الحقول والأحواض والأودية وقنوات الصرف الصحي، كما أبرز أن هذا التصرف يعد سوكا مشينا يؤثر سلبا على حياة الإنسان والحيوان ويساهم بشكل ملحوظ في إتلاف التربة وتدهور جودتها وغطائها النباتي وكذا تلويث الفرشة المائية ومجاري المياه.
وفي نهاية تدخله، أهاب بضرورة احترام القوانين البيئية المعمول بها، مؤكدا أن السلطات العمومية عاقدة العزم على التصدي بحزم لهذه الظاهرة ولن تتوانى في تطبيق القانون الجاري به العمل واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين، تفاديا لكل ما من شأنه أن يشكل انعكاسا سلبيا على المجالات الحيوية الهامة كمياه الشرب والتربة والغطاء النباتي وحياة الإنسان بصفة عامة.
ومن جانبه غمري خالد مدير وكالة الحوض المائي لسبو أكد في كلمته أن وكالة الحوض المائي لسبو تنظم أيام تحسيسية للحد من تلوث المياه بمادة المرج، وذلك بمناسبة انطلاق موسم عصر الزيتون لسنة 2024-2025، وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية الوكالة الرامية إلى التوعية بأهمية عقلنة استعمال الموارد المائية والمحافظة عليها وحمايتها من التلوث، وفي إطار إتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة للحد من تلوث المياه بمادة المرج التي تنتجها معاصر الزيتون، مع ضرورة تضافر الجهود من أجل التصدي لهذه الإشكالية البيئية، وتجنب الأخطار التي تسببها مادة المرج، لاسيما في ظل نقص التساقطات المطرية.
وتم بالمناسبة تقديم عرض لوكالة الحوض المائي لسبو في عرض أبرز أن المعاصر المتواجدة بالمنطقة البالغ عددها 565 معصرة تُنتج سنويا ما يناهز مليون متر مكعب من مادة المرج سنويا، وهي المادة الناتجة عن عملية استخراج الزيت.
وبحسب العرض، الذي قدمته بشرى وسواري رئيسة مصلحة جودة المياه بوكالة الحوض المائي لسبو، فإن نفايات معاصر الزيتون ( مادة المرج) تسهم في 80 في المائة من إجمالي التلوث الصناعي لحوض سبو، حيث تُعد مادة المرج من أكثر المواد تلويثًا للمياه والبيئة.
وأضافت السيدة وسواري أنه إلى جانب التأثير البيئي المباشر لتلوث نفايات الزيتون، هناك أيضًا أثر اقتصادي ملموس ، حيث يساهم التلوث في انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية المجاورة لمصادر التلوث بنسبة تصل إلى 30 في المائة مما يؤثر على عيش المزارعين.
وأشارت أيضا إلى أن التلوث يؤثر بشكل مباشر على الموارد المائية المستخدمة في الشرب والزراعة، حيث ارتفعت في بعض القرى المجاورة للمعاصر تكاليف معالجة مياه الشرب بسبب التلوث المتزايد.
وأفاد العرض بأن اللجان الإقليمية للمراقبة بتازة قامت بمراقبة معاصر الزيتون ضمن خطة تهدف إلى الحد من التلوث وحماية البيئة خلال موسم جني الزيتون 2023-2024، وشملت هذه الجهود القيام ب 160 زيارة ميدانية لمختلف الجماعات التابعة للإقليم.
ومكنت هذه الزيارات من مراقبة 400 وحدة لاستخلاص زيت الزيتون، تم على إثرها تحرير 28 محضر مخالفة واستصدار 10 قرارات توقيف لبعض المعاصر التي لم تلتزم بالقوانين البيئية الجاري بها العمل، ووعلى مستوى اقليم تازة تمت مراقبة 38 وحدة وتم تحرير 03 محاضر مخالفة,
كما تم في إطار الجهود المبذولة للحد من التلوث، تنفيذ برنامج لإزالة التلوث الناتج عن مادة “المرج” بحوض سبو، والذي شمل إنشاء محطات لمعالجة هذه المادة بسعة تناهز 759 ألفا و161 متر مكعب سنويًا.
وفي إطار مراقبة جودة المياه، تم وفقا لعرض وكالة حوض سبو تخصيص 10 ملايين درهم لتنفيذ تحاليل مخبرية يومية في ست نقاط مختلفة على واد سبو، وذلك من أجل ضمان جودة المياه المتدفقة إلى سد سيدي محمد بن عبد الله، الذي يُعَدُّ مصدرًا رئيسيًا للمياه الصالحة للشرب.