شهد محيط المحطة الطرقية أولاد زيان، المتواجدة بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان في مدينة الدارالبيضاء، في اللحظات الأولى من صباح يوم الأحد 18 فبراير الجاري، ساعات قبل بزوغ أشعة الشمس، إنزالا أمنيا مكثفا لمختلف الأسلاك الأمنية وعناصر القوات المساعدة ورجال ونساء السلطة، تنفيذا لتعليمات والي جهة الدارالبيضاء سطات محمد مهيدية، من أجل إخلاء محيط المحطة، سواء على مستوى فضاء ملعب بكار أو باقي الفضاءات الأخرى، من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء الذين استقروا فيها لسنوات. وعملت سلطات الإدارة الترابية بتنسيق مع عناصر الأمن وكل المتدخلين، انطلاقا من الرابعة من صباح أول أمس الأحد، على تحرير ملعب بكار قبل الانتقال خلال اليوم نفسه نحو فضاءات أخرى محتلة من طرف مهاجرين ينحدرون من دول جنوب الصحراء، وذلك للقطع مع مشاهد الفوضى والانحلال وغيرها من الممارسات الشائنة التي ظلت مثار انتقاد وشكايات المواطنين القاطنين بالمنطقة ومحيطها، والمهنيين وحتى الزوار، إذ جعل بعض المهاجرين وفي إطار تكتلات «جغرافية» من الأكواخ التي شيّدوها في الشارع العام، فضاء لممارسة الدعارة، ولترويج المخدرات والممنوعات سواء تعلّق الأمر بـ «الدوليو» أو الشيرا أو غيرهما ، فضلا عن الدخول في مشاحنات ومواجهات أدت على امتداد السنوات الفارطة إلى تسجيل حوادث دامية، وإلى تحول محيط المحطة الطرقية إلى فضاء لاندلاع النيران وانفجار قنينات غاز البوطان وغيرها. وأكدت مصادر الجريدة ، أن التدخل الذي تم القيام به، الذي جاء نتيجة لاجتماعات متعددة طوال الأسبوع الفارط، ترأسها والي الجهة محمد مهيدية، والذي تميز بكونه سلسا واحترافيا، حاولت بعض الأطراف مواجهته من داخل «المخيم»، حيث تم إضرام النيران التي تأجج لهيبها واستعر بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال، الأمر الذي حتّم تدخل عناصر الوقاية المدنية التي بذلت مجهودا كبيرا لتطويق الحريق وإطفاء النيران التي كانت جد ملتهبة، وهو ما مكّن من تفادي خسائر أكبر. وأوضحت مصادر الجريدة أنه وبعد إخماد النيران القوية وإخلاء الساحة التي كانت محتلة تم العثور على جثة متفحّمة، تجهل التفاصيل المرتبطة بها، حيث تم نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي لإخضاعها للتشريح، من أجل تحديد ملابسات الوفاة وجمع كل المعلومات الممكنة المتعلقة بها.
وبحسب مصادر الجريدة، فقد جرى خلال التدخل الذي تم القيام به يوم الأحد، والذي تلقّته الساكنة والمهنيين في محيط المحطة الطرقية بصدر رحب واستبشار كبير، بسبب كمّ المشاكل التي كانت سائدة في هذا الفضاء والتي كانت ترخي بظلالها على الجميع، خاصة في ظل استمرارها لمدة طويلة رغم التنبيهات والشكايات والانتقادات التي كانت تسجل بسبب هذا الوضع، إضافة إلى الدعوة لاستقبال المهاجرين في فضاءات لائقة تحترم كرامتهم، ( جرى ) تنقيل ما بين 1100 و 1200 مهاجر على متن حافلات نحو وجهات مختلفة، في الوقت الذي توجه آخرون نحو أزقة وأحياء المنطقة وغيرها بحثا عن فضاءات أخرى يأوون إليها؟
ويأمل سكان المنطقة أن تقطع هذه الخطوة، التي تلت تحرير سكة الخط الرابع للترامواي في وقت سابق، مع المشاهد الشائنة التي عرفتها المنطقة لسنوات والتي أساءت للجميع، وأن يتم الانتقال كذلك إلى معالجة الاختلالات التي تعرفها المستودعات الفارغة والفضاءات المهجورة المتواجدة بالمنطقة، التي تحولت إلى أوكار، تصدم الممارسات التي تحتضنها أسماع وأنظار الساكنة المحيطة بها، مما جعل الكثيرين يعرضون عن الإطلالة من النوافذ تفاديا لكل المشاهد الخادشة!