منظمة النساء الحركيات تنظم ندوة فكرية حول “الامازيغية هوية لغة وثقافة مغربية”
منظمة النساء الحركيات تنظم ندوة فكرية حول "الامازيغية هوية لغة وثقافة مغربية"
جمال بلــــــة
تحت شعار ” الامازيغية هوية، لغة وثقافة مغربية “، نظمت منظمة النساء الحركيات فرع تازة، بتنسيق مع المكتب الإقليمي لحزب الحركة الشعبية، ندوة فكرية حول موضوع ” الامازيغية تراث مغربي وواقع مجتمعي ” يوم السبت 20 يناير 2024 بمقر الحزب ، من تأطير الأستاذة سعاد واحي عنوان المداخلة : التطور التاريخي للوضعية الاعتبارية للأمازيغية، والأستاذ ميمون عبيد، عنوان المداخلة التقويم الامازيغي عبر العصور، ومغزى احتفال امازيغن بالسنة الامازيغية صيرورة الاعتراف والترسيم، وتأتي هذه الندوة تزامنا مع احتفالات وذكرى رأس السنة الأمازيغية التي أصبحت لأول مرة هذه السنة عطلة رسمية مؤدى عنها، وتقديم وثيقة المطالبة بالستقلال.
في كلمة لرئيسة لمنظمة النساء الحركيات بتازة،ومسيرة الندوة نعيمة حردول رحبت من خلالها بالحضور، لتتطرق بعد ذلك لموضوع الندوة الذي سيسلط الضوء على الاحتفال بالسنة الامازيغية 2974، التي اصبح لها طابع خاص للاحتفال تتجلى في ترسيمها كعيد وطني ويوم عطلة مؤدى عنه كمثيلاتها السنة الهجرية فاتح محرم والسنة الميلادية 31 دجنبر، لانها تحضى بالعناية والرؤية الاستراتيجية الثاقبة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله الساهر والمحافظ على الهوية المغربية وتقوية دعائمها العريقة المتميزة بتعدد روافدها، كشعب مغربي بتنوع ثقافته وغيرها من الركائز الاساسية التي بنيت عليها الهوية الوطنية المغربية منذ قرون.
كلمة فدوى محسن الحياني نائبة برلمانية عن حزب الحركة الشعبية
فدوى محسن الحياني النائبة البرلمانية عن حزب الحركة الشعبية، بعد تقديم خالص التهاني الى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والى الاسرة العلوية المجيدة، ولكافة المغاربة ومناضلات ومناضلي حزب الحركة الشعبية، أكدت من خلال كلمتها الاإفتتاحية اننا لفخورين با قرار جلالته راس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسميه مؤدى عنها.
وأضافت ان ندوة اليوم تحت شعار ” الامازيغية هوية، لغة وثقافة مغربية “، فرصة لتسليط الضوء على العديد من الإشكاليات والتساؤلات التي لها صلة بالأمازيغية فبعد خطاب أجدير التاريخي لصاحب الجلالة والاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية والحماية القانونية لها، بالإضافة الحماية المؤسساتية عبر المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية ” وقبل ذلك عبر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ” وإصدار القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إذن لا بد أن تكون الأمازيغية باعتبارها لغة ، ثقافه، حضارة وهوبة في قلب المشروع المجتمعي على أساس أنها ملكا لجميع المغاربة ومسؤولية وطنية، لذا من الضروري جعل الأمازيغية بعيدة عن كل المزايدات السياسوية ومحاولة التنزيل الفعلي لهذا المكون الهوياتي الذي طاله التهميش والإقصاء منذ عقود.
وأكدت ان الفريق الحركي وبحكم انتمائها للمؤسسة التشريعية فمن الضروري ان تضع الحضور والرأي العام في الصورة وتبين المجهود الجبار للفريق الحركي من اجل الدفاع عن الامازيغية، لكن مع الأسف ليس هناك تفاعل من طرف الحكومة الحالية.
وأجمع المتدخلون على أن ترسيم الأمازيغية وجعلها عيدا وطنيا، يعكس مدى حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في إطار مسار جيوبوليتيك امتد منذ خطاب أجدير سنة 2001 إلى تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإقرارها غي دستور المملكة لعام 2011 إلى ماي 2023 حيث تم اعتماد رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها.
تصريح سعاد واحي مؤطرة الندوة وعضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية
وأبرز المتدخلون أن التقويم الأمازيغي عريق وضارب في التاريخ الإنساني خصوصا بمنطقة “تامزغا” الممتدة من واحة سيوة بمصر غربا إلى المحيط الأطلسي شرقا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى دولة النيجر جنوبا، حيث يرتبط هذا التقويم زمانيا بالسنة الفلاحية التي يعبر خلالها الانسان الأمازيغي عن نجاح عملية البذور والزرع.
كما أكدوا أن التقويم الأمازيغي بالإضافة إلى المجال الجغرافي الذي يرتبط بالأرض، يستند كذلك على التاريخ والفلك وكذا الدراسة والتوثيق والتراث.
تصريح جلال الحساني نائب رئيس المكتب الإقليمي لحزب الحركة الشعبية
واستعرض المتدخلون عدة مشاكل بنيوية مرتبطة بالهوية ومآل القضية الأمازيغية، كما أثاروا إشكالية الهوية الأمازيغية في ضوء دستور 2011 القائم على فرضية الحقوق والحريات المرتبط بالتنوع والتعدد الثقافي للهندسة الاجتماعية والمرتبطة بثمة عقلانية لما تلعبه من دور أساسي في تفسير ومعرفة أثرها على الدولة بالمعرفة والاعتراف الهوياتي.
ومن أبرز المحاور التي عالجتها هذه الندوة مكونات جذور الهوية ومعطياتها ومقوماتها، وتجلياتها، فضلا عن العلاقات التي تربط بين هذه المكونات، وحدود التعايش أو المواجهة بين مرجعياتها القديمة والجديدة، والأدوار التي تضطلع بها مقاربات تعدد مقومات الهوية المغربية الحقوقية، والاجتماعية، والدينية.، كما عالجت الندوة وظائف التعدد اللغوي، وصلة كل هذه المعطيات بوسائل الإعلام ومؤسسات التنشئة الاجتماعية على اختلافها، ودور المتخصصين من الأكاديميين، والباحثين والفاعلين المدنيين في صياغة مقاربات، بين مختلف القضايا التي تثار حول إشكالية الهوية واللغة والذاكرة المشتركة، وسبر آفاق المستقبل والرؤى الاستشرافية والانفتاحية والفكرية والمنهجية لهذه الهوية.
الندوة الفكرية سلطت الضوء على موضوع ذي أهمية قصوى على أكثر من مستوى يتعلق أساسا بمآل البناء الديمقراطي، بحيث أدلى المشاركون كل واحد من موقعه واهتمامه، ويعتبر هذا الاحتفال الأول من نوعه بعد أن جرى إقرار هذا اليوم كعطلة وطنية رسمية بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أصدر توجيهاته السامية إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي.
ويأتي هذا القرار، كما أكد بلاغ الديوان الملكي في مطلع ماي الماضي “تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، حفظه الله، للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
ويشكل هذا الاحتفال تجليا بارزا للجهود المبذولة لترسيخ الاهتمام المتزايد بالثقافة والتراث الأمازيغي، وتجسيدا للعناية السامية التي يوليها جلالة الملك لهذا المكون الأساسي للهوية المغربية، كما يعتبر أحد تجليات الحرص الملكي السامي على تثبيت الثقافة الأمازيغية في العديد من المجالات.
وفي الختام، قامت فريدة الطيبي عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، بتلاوة برقية ولاء مرفوعة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، كما تم كما تم تكريم مناضلات الحزب، وتوزيع شواهد تقديرية على مؤطري الندوة.