وقفة على انتخابات 2021 القنيطرة حينما تغير الوجوه السرمدية طلاء وجهه

0

وقفة على انتخابات 2021
القنيطرة حينما تغير الوجوه السرمدية طلاء وجهه

الجزء الأول

مليكة بوخاري

بإطلالة على المخزون البشري الكثيف المعروض للمساءلة أكثر منه للتصويت ، تتلون الوجوه بألوان التيارات و تتذمل برموز طالها الصدأ كما المقرات ، الحاضرة حين طلب المغفرة و تقديم القرابين ، و الغائبة أبد الدهر عن مصالح الشعب و المواطنين .
تحضر الأسماء لتمثل كما الأزقة الموغلة في القفر و التفقير بكل الوسائل المباشرة و غير المباشرة ، ليسقط المواطن في حضن اللاتناهي في المعاناة التي تمتد من الصباح إلى الصباح ، حيث يجد نفسه أمام فيسفساء ألوان قاتمة ، ما يوحدها هو فقاعة لونها كما شعاراتها التي لم تعد تحرص على الحفاظ على الجزء اليسير من الكرامة الإنسانية و الروح الوطنية الصادقة الهادفة إلى بناء الوطن و الإنسان .
على طول خريطة الوطن الجريح تتجدد الذكريات و الذمل التي تلوث جسدنا المنهك فقرا و جهلا و مرضا و تشردا ، يطل علينا سدنة و خدامنا الميامين لمدة خمس سنوات يسألون النذر و العفو عند المضرة ، سائلين الله حسن الخاتمة .
تتهاوى طوابق الوهم الموشوم بالجراح عبر ناطحات كذب و بهتان يمني لينمي الرساميل و ليس الوطن و المواطن .
نقف لنأخذ العبر من الألوان ، نبحث عن المؤسسات في أدرب المدينة فلا نجد غير القبيلة تزحف أشخاص ارتبطوا بها و صارت المدينة كما الوطن مهووسة بلغة الانجذاب القسري إلى أزقة لا تنتمي لعشق المواطن الفقير الباحث عن رغيف خبز و كرامة ، فتصبح المؤسسات رهينة أسماء احتوت مراكب الحملات فصارت عربون أو بوابة اغتراب ممتد عبر كل التيارات من عدالة و تنمية حققت الريع باسم محاربة الريع ، و أضحت وكر الهجوم على مقدرات الشعب باسم التضرع للشعب و التباكي عليه لحظة التصويت ليس إلا ، و استقلال لم نطل منه إلا مسلسل ألف شباط و شباط و شباطة و رحلة تغيير الميزان إلى الزيتونة عل و عسى تستطيع بركتها إعادة التوازن لعجلات تعطلت ، فحملت لنا نذر القبيلة موزعا ما بين المصالح ، و كأن الأمة لم تجد بسخاء إلا داخل دواليب فرسان القبيلة و ما تبقى مجرد رعاة أغنام و ماعز و ظأن ، لتقتل المؤسسات من خلال الشخصنة و الأسرية و تفطم الدولة على ولاءات القبيلة و الذين و الملة فتتحول بذلك إلى دولة أشخاص منها إلى دولة مؤسسات مع الرحيل الجماعي من و إلى “البيزانات” الحزبية ، و يمتطي رأسمال “المصباح” البارحة إلى وجهات أخرى و كأن الأمر يتعلق بتغيير الآلة و ليس تغيير الجوهر الثابت الذي يعيق كل إمكانية لبناء الدولة و المؤسسات ، لأن المنطق السائد سياسيا هو منطق القبيلة و الفئة و الطائفة و الأسرة منها إلى الشعب و الأمة ، منطق أقرب إلى هيمنة سلطة المال وقوته على دولة الشرعية من خلال إفساد المال لكل علاقة تروم البناء و التغيير .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!