مليكة بوخاري
شيع ، جثمان الراحل خالد الجامعي السياسي و الصحفي ، إلى مثواه الأخير ، بعد أداء صلاة العصر بمقبرة الغفران بالدار البيضاء ، و قد وافت المنية عميد الصحفيين المغاربة صباح يومه الثلاثاء ، عن عمر يناهز 75 سنة ، بعد صراع طويل مع المرض ، و جرت هذه المراسم بحضور أفراد أسرة الفقيد و أقاربه ، إضافة إلى العشرات من الصحفيين و زملائه .
و شغل المرحوم رآسة تحرير جريدة “لوبنيون” ، الناطقة الرسمية باسم “حزب الاستقلال” ، إلى جانب عضويته في اللجنة التنفيذية للحزب .
و قد خلف فقدانه خسارة في عالم الصحافة الوطنية لما سجله الراحل من حضور قوي داخل المشهد الإعلامي الوطني ، مند أن ارتمى في حضن السلطة الرابعة سنة 1973 قادما من وزارة الثقافة التي كان يشتغل في ديوان وزيرها .
و قد فصل الراحل في مذكراته “متهم حتى تثبت إدانته” هذا الانتقال ، متنازلاً عن كافة الامتيازات الممنوحة .
عرف عن الراحل دفاعه المستميت عن حرية الصحافة ، حيث قال في هذا الباب إن “أخطر ما يواجهه الصحافي هو طلب الإذن بالنشر” ، و رفضه لاعتقال الصحافيين ، و مناصرته لقضايا حقوق الإنسان .
كتب “عبد العزيز كوكاس” ، رئيس تحرير “الصحيفة” و “الأسبوعية الجديدة” سابقاً في نعيه ، “ما أوجع الفقد .. فقدنا اليوم هرما صحافيا ، قلما متميزا قدم خدمة جليلة للصحافة الوطنية ، ظل يغمس قلمه من مداد الصدق و ما بدل و لا خان .. رحل خالد الجامعي إلى دار البقاء” .
لقد عرف عن “الجامعي” دفاعه عن الصحافة و الصحافيين ، و يعتبر أن أخطر ما يمكن أن يطرح في مسألة التعاطي مع الواقع الراهن للإعلام و حريته هو الصحافي نفسه ، لغياب التضامن بين الصحافيين أنفسهم في حالة الإساءة لأي شيء من الجسم الإعلامي بأشكال متعددة من بينها الحجب عن الصدور لمدة يوم واحد كتعبير عن الاحتجاج عن انتهاك حرية التعبير ، مرجعا سبب غياب هذا الشكل من التضامن إلى المال .