تصريح المستشار حميد كسكوس بخصوص المهمة الإستطلاعية للوضع الصحي بالمستشفى إبن باجة تازة

0

 جمال بلــــة

بعد مجموعة من الرسائل والشكايات عبارة عن انتقادات، وجهها فريق الحركة الشعبية إلى وزارة الصحة، حول التدبير والوضع الصحي للمستشفيات بجهة فاس مكناس والذي أثار الكثير من الجدل، خصوصا في مرحلة جائحة كورونا، التي عرت على نقائص مهولة في الولوج للخدمات الصحية بالجهة، سواء على مستوى النقص الحاد في الأطقم الطبية والتمريضية، أو على مستوى المعدات والتجهيزات الطبية، وأيضا على مستوى التسيير والتذبير الخاص بهذه المؤسسات على صعيد الجهة، وخصوصا بمدينة تازة بعدما رفعت العديد من الفعاليات السياسية، والجمعوية، والنقابية شكايات وتقارير تخص هذا الموضوع، وعلى هذا الأساس شهدت مستشفيات جهة فاس مكناس خلال الفترة الممتدة ما بين 10 نونبر، و 15 من نفس الشهر 2020، زيارة لجنة تضم برلمانيين من الغرفتين وينتمون لمختلف الأحزاب الممثلة في البرلمان، لتقوم بمهمة إستطلاعية داخل  مستشفيات الجهة.

وصباح يوم الجمعة 13 نونبر 2020، حلت هذه اللجنة البرلمانية بالمركز الإستشفائي الإقليمي إبن باجة بتازة، وقامت بزيارات ميدانية في إطار مهمتها الإستطلاعية للوضع الصحي بهذه المؤسسة الإستشفائية التي أثارت الكثير من الجدل بسبب سوء التدبير والتسيير.

  واطلعت اللجنة على الوضع الصحي، فضلا عن زيارة ميدانية لمصالح وأقسام المستشفى إبن باجة، للوقوف على جاهزية ومدى قدرة هذه المؤسسة الصحية على المواكبة والتتبع للحالة الوبائية من أجل التصدي لوباء كوفيد 19 وتفادي انتشاره، خاصة بعد تسجيل تزايد في حالات المصابين وارتفاع غير مسبوق في الوفيات، والوقوف على وضعية قسم الإنعاش ومدى قدرته على تقديم الخدمات الصحية، ومدى قدرة المنظومة الصحية على مسايرة الوضعية الوبائية والتحكم فيها وتتبع الحالات وضمان الامن الصحي في ظل الوضعية الراهنة، كما عقدت لقاء مع المدير الجهوي والمندوب الإقليمي للصحة بتازة بحضور مدير المستشفى.

وفي تصريح هاتفي مع جريدة الخبارية 24، أكد السيد المستشار حميد كسكوس على ضرورة وأهمية آلية المهمة الاستطلاعية، المتاحة للجان الدائمة في مراقبة عمل الحكومة ميدانيا، وأن موضوع طلب اللجنة الاستطلاعية جاء نتيجة تلقيه مجموعة من الشكايات تخص المركز الإستشفائي الإقليمي إبن باجة بتازة، مما دفع يقول السيد حميد كسكوس إلى تقديم فريق الحركة الشعبية بمجلس النواب طلب حول إيفاد لجنة استطلاعية للوقوف بصفة مباشرة على واقع المنظومة الصحية بالجهة وعن وضعية المستشفى ابن باجة بصفة خاصة، من أجل إتخاذ الإجراءات والتدابير المستعجلة والمقترحات الضرورية لإنقاذ هذه المؤسسة الصحية العمومية، وضمان سيرها العادي لتقديم الخدمات الضرورية للساكنة، تنفيذا لمضامين مقتضيات مواد النظام الداخلي لمجلس النواب التي تنص على النواب المكلفين بمهمة الاستطلاع إعداد تقرير من أجل عرضه على اللجنة قصد مناقشته بحضور وزير الصحة، ومن المحتمل إحالة هذا التقرير على مكتب المجلس الذي يقرر في شأن مناقشته في جلسة عامة.

وأضاف السيد المستشار حميد كسكوس بناء على مجموعة من الرسائل سبق أن جهها للسيد وزير الصحة والتي لم يتوصل برد بل كان هناك تفاعل من الوزارة عبارة عن لجنة ترأسه السيد الكاتب العام لوزارة الصحة أنه لم يتلقى أي جواب مقنع ومسؤول الأسئلة التالية :

  • ماهي مخرجات وتوصيات التقرير الذي أعدته اللجنة التي ترأسها السيد الكاتب العام لوزارة الصحة؟؟؟.
  • وهل تم تفعيل التوصيات المنبثقة عن الزيارة الميدنية للجنة وزارة الصحة؟؟؟.
  • وما السر وراء التكتم على تقرير لجنة وزارة الصحة؟؟؟.

كما أكد كذلك في تصريحه أنه تطرق لكثرة الوفيات بجناح كوفيد بالمستشفى إبن باجة تازة مقارنة مع كبرى مدن المملكة المغربية، لتتقاطر بعد ذلك مجموعة من التساؤلات عن الوضع المقلق والمتأزم، نتاج إختلالات يعرفها هذا الجناح لكن المثير في الأمر ولا أحد من المسؤولين عن الصحة بالجهة أو الإقليم قدم جواب مقنع ومسؤول عن هذه الأسئلة بمن فيهم مدير المستشفى إبن باجة، بل سجلت اللجنة الإستطلاعية البرلمانية الهروب من الجواب.

وكنقطة اولى وهي في غاية الأهمية تم تسجيلها يقول السيد المستشار حميد كسكوس غياب جناح الإنعاش كوفيد رغم أن البنية التحتية للمستشفى إبن باجة ممتازة ورغم توفر هذه المؤسسة الصحية على 03 أطباء إختصاصيين في الإنعاش والتخدير، وحسب المستشار حميد كسكوس يمكن القول أن جناح الإنعاش كوفيد صوري ولا وجود له وهي مسألة خطيرة جدا ومن الأسباب الرئيسية في إرتفاع عدد وفيات مرضى كوفيد بالإقليم.

ومن بين الإختلالات التي تم تسجيلها كذلك كنقطة ثانية جناح الأشعة بالمؤسسة الصحية إبن باجة تازة يقول السيد حميد كسكوس أن المستشفى يتوفر على 04 أطباء لإختصاصيين في الراديو بالأشعة لايشتغلون في جناح كوفيد، والخطير في الأمر أن أطباء جناح الأشعة يشتغلون بالتناوب بطريقة (arrangement amiable ) أي أن يشتغل طبيب أسبوع فيما باقي الأطباء في راحة طيلة باقي الأسابيع الأخرى للشهر، وهذا ما يتسبب في ضغط كبير على جناح الأشعة والطبيب على حد سواء، حيث أن هذا الطبيب بإشتغاله ليل نهار تحت ضغط مسؤولية المستعجلات وسكانير وراديو الأشعة العادي، ما يؤثر سلبا على مردود الطبيب ونجاعة محهوده، وهذا لا يمت للمنطق بصلة، كان من الأجدر إشتغال 02 أطباء في نفس الوقت على الأقل للمساهمة في النقص من المواعيد البعيدة المدة.

والنقطة الثالثة حسب المستشار حميد كسكوس إنعدام جناح خاص بطب القلب وهذا التخصص في الوقت الحالي مع إنتشار فيروس كورونا من الضروري أن يتوفر المركز الإستشفائي إبن باجة على طبيب أمراض القلب والشرايين، لأن مرضى كورونا ملزمين بتخطيط القلب وما يستلزمه من إجراءات أخرى، كقراءة لهذا التخطيط لتشخيص وتحديد نسبة المرض.

أما عن الحل الترقيع المعروف به حاليا المستشفى إبن باجة تازة إرسال النتائج وتخطيط القلب عبر تقنية الواتساب لتشيص حالات المرضى يؤكد السيد المستشار أنه عمل غير مسؤول وغير مؤسساتي.

وما يزيد الطين بلــــة حسب السيد حميد كسكوس ويساهم في إرتفاع حالات الإصابات بفيروس كورونا بالإقليم هو أن المصاب بالوباء يعاني من المستشفى إبن باجة تازة ويلات ما يصطلح عليه بالدارجة المغربية ” سير واجي  ” و ” سير حتى لغدا ورجع ” وهذا طبعا سيزيد من إرتفاع حالات الإصابات بالفيروس لأن هذا المصاب سيستعمل مجموعة من وسائل النقل من الدار إلى المستشفى، وسيخالط عدد من الناس إذن النتيجة المضمونة تسجيل حالات جديدة، وسينتشر الوباء كالنار في الهشيم بالإقليم.

وعلى مستوى الموارد البشرية بالمركز الإستشفائي إبن باجة أشار السيد المستشار أن المركز الإستشفائي إبن باجة يتوفر على الأقل 62 أو 64 طبيب لكن مع الأسف إلا فئة قلية جدا منهم هي من تشتغل في جناح كوفيد، زد على ذلك الجناح الخاص بالعمليات مغلق بشكل تام، وفيما يخص الأطقم التمريضية المستشفى يتوفر على عدد مهم وكافي من الممرضين تقريبا ” 260 ممرض” ويبقى السؤال كما جاء على لسان المستشار السيد حميد كوسكوس لماذا أسندت مهمة الإشتغال في الصفوف الأولى داخل جناح كوفيد للممرضين العرضيين للمجلس الإقليمي لتازة دون يرهم ” ممرضي وزارة الصحة “؟؟؟، كما سجلت اللجنة الإستطلاعية البرلمانية عدم وجود مصلحة الإستقبال الفعلية.

ليتقل بعد ذلك السيد حميد كسكوس في حديثه للجريدة الإخبارية 24 عن الزيارة الميدانية التفقدية لمبنى جناح كوفيد وهو مؤلف من ثلاثة طوابق حيث قال أن مجموعة من الأمور والملاحظات في هذا الشأن سيشار لها في تقرير اللجنة والذي وعد بأن تتوصل الجريدة بنسخة منه.

ليعود ويؤكد في تصريحه قبل الختام أنه لم يتلقى أي جواب مقنع ومنطقي على كل التساؤلات والإختلالات التي تم رصدها والتطرق إليها خلال لقاء اللجنة الإستطلاعية مع المسؤولين عن الصحة بالجهة والإقليم، بعد أن تم تسجيلها كملاحظات خلال الزيارة التفقدية الميدانية

وفي الأخير أشاد السيد المستشار حميد كسكوس، بالأطر الطبية والتمريضية، على الجهودات البطولية التي يبذلوها وتعبئتهم الدائمة منذ شهور رغم التعب الذي قد ينتابهم بسبب هذه الجائحة والمخاطر المتصلة بالعدوى.

وينتظر أن تقف اللجنة الاستطلاعية في المرحلة الثانية من المهمة الاستطلاعية للمؤسسات الاستشفائية، على مجموعة من الاختلالات التي تعاني منها المؤسسات الاستشفائية بجهة فاس – مكناس، وكذلك الاحتياجات التي تنقص هذه المؤسسات، وتضم أقاليم مكناس، ومولاي يعقوب، وإفران، والحاجب، وبولمان، خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 12 دجنبر المقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!