فيروس كورونا اللعين يغيب الصحابي عن معشوقة أحلامه و جمهوره

0

مليكة بوخاري : القنيطرة

تمكن الفيروس اللعين من جسد طالما راوغ كل الفرق و تحداها بل و هزمها في ميادين عديدة وطنيا و عربيا ، يقف شامخا يتحدى سطوة الغول و يتشبث بحب الجميع الذي بادله الوفاء فيه على كل الرقع التي مر منها و عاشرها فعاشرته روحا و قلبا و عقلا و عشقا .
إنه فؤاد الصحابي المدرب و الإنسان ، واحد من الأطر التقنية التي تتوفر على كفاءة عالية في عالم التدريب بشهادة الجميع، حازها من ممارسته الكروية كلاعب سابق متميز ، و لاحقا كمدرب كفء و صاحب خبرة وتجربة كبيرة نالها ميدانيا من خلال مجموعة من المحطات كمدرب للعديد من الأندية من بينها ، عمل بلقصيري، و شباب خنيفرة، و النادي القنيطري، و المغرب الفاسي، و شباب المسيرة ، و المغرب التطواني ، و الكوكب المراكشي ، و شباب قصبة تادلة ، و شباب الريف الحسيمي ، و أولمبيك آسفي، و سريع واد زم … ، إضافة إلى مرافقته للصربي زوران مانولوفيتش كمدرب مساعد في فريق الوداد البيضاوي واللائحة طويلة….

مسيرة عطاء كبيرة أقعدها الداء ، و حاول واهما الانتصار عليها و قتل روح المشاكسة التي عاشها الصحابي في كل الرقع ، و انتصر عليها و على كل التحديات التي مر منها ، فلم ينكسر أو يتحطم أبدا ، كأسد شرس من أسود الأطلس ، يرفض الخضوع لسلطة أمر الانكسار و الرضوخ لسطوة مرض خبيث عمر البدن ، لكنه حتما سيفارقه بقوة معهودة في الصحابي كإنسان ذا إرادة صلبة لا يفلها أو يضعفها أي تحد ، عبر مسيرة حياة ملؤها التحدي و زراعة الحب و المحبة أسريا و كرويا .
مسيرة توسعت منذ مدرسته الأولى بقسم الهواة التي قضى فيها ما يناهز 10 سنوات ، و يكفيه فخرا أن مسؤولي كل الأندية التي أشرف عليها ، لا زالوا يذكرونه بكل الخير و الاحترام و التقدير ، و هذا وسام شرف على جبينه ، لكونه ساهم في إقلاع تلك الفرق و وقع على شيك تطورها محققا معها نتائج باهرة ، إلى مسيرته الاحترافية كمدرب بالقسم الأول ، تقدير ناله و حفر اسمه بمداد من ذهب ، ففي كل نادي مر منه ترك الصحابي بصمته التقنية ، و يكفيه فخرا أن التاريخ سيسجل له توقيعا خاصا من رقعة الميدان باعتباره المدرب الوطني الوحيد الذي قهر جميع المدربين الأجانب بالبطولة الوطنية عندما مدربا لشباب الحسيمة ، علما أنه حاصل على دبلوم ” أ” المعترف به على صعيد الكاف ، إضافة إلى حصوله على دبلومات و شواهد عليا في التدريب من كل من فرنسا و ألمانيا تخول له تدريب أكبر الأندية .
يقف الصحابي اليوم صامدا مؤمنا بالحياة كما في مساره الكبير ، و حوله شلة من الأهل الذين يبادلونه الحب و الحياة ، و من زملاء المهنة الذين خبروه صلبا في الميدان ، و من الزملاء الصحافيين في جريدة الإخبارية 24 ، و دعاء الزميل الصحافي الرياضي لجريدة المساء شكري كريم الذي عاشر مسيرته الكبرى وطنيا و محليا من خلال النهضة القنيطرية و النادي القنيطري ، و نقول له من خلال الزميل شكري ، أنت أقوى من كل الخبث الذي يحمله الفيروس ، لأنك الحياة التي عشقتها فوق البساط الأخضر بالحياة ، و لن نقول للصحابي أن قلوبنا معك ، بل قلوب كل المغاربة التي أمتعتها فوق الملعب و صنعت تاريخها ، و قلوب كل من عاشروك كإنسان يستحق الحياة الذي كنت و ستبقى متشبثا بها ، كما كان حال مسيرتك المؤمنة دوما بالنصر حتى آخر دقيقة من عمر المباراة .
نعم، و كما قال الزميل شكري ، “اختلفنا مع فؤاد الصحابي لحد القطيعة ، لكن مقامه المريع بين أجهزة التنفس الاصطناعي ثم الحديث عن ملازمته غرفة العناية المركزة بين يدي الرحمان ما لبث يوقظ فينا حسا إنسانيا دفينا يحثنا على تحويل هذه النازلة الوبائية التي لحقت بالرجل إلى مناسبة لتوطين قيم المؤازرة الوجدانية و الدعم السيكولوجي لأحد المتيمين بالصرح الحلالي”.
الأكيد أن عشق السمو التي لازمت الصحابي عبر مسيرته ، جعلته رسولا فوق العادة لجبال الأطلس في ربوع يم الخليج ، من خلال تحديه لكل الأندية الكويتية مع القادسية الكويتي و القطرية مع كل من الظفرة و معيذر ، و في مياه المتوسط حين قهر أقوى أندية الدوري الليبي و الإفريقي الأهلي و النصر الليبيين .
سيبقى الصحابي اسما شامخا بالقوة و العطاء و التحدي و الحضور ، كيف لا و هو القائل في تصريح مع إحدى الجرائد الوطنية ، “أن ليس هناك ليس هناك غياب … ، بل حضور على الرغم من تواجده خارج …” ، و القوي و هو القائل ” لن تخيفني وضعية ، كما أنني اعتدت … التي توليت تدريبها في ظروف صعبة ، ونجحت في إعادة استقرارها” .
هي كلمات ستبقى للتاريخ و للذكرى و ترسيخا لثقافة الاعتراف التي ما أحوجنا إليها اليوم ، و سيبقى الصحابي ليس مجرد رقم صعب ، بل نبضا يشع بالحياة و العطاء الدائمين كما عهدناه دوما ، و لن يوقف مسيرته إن شاء الله ، لا الفيروس و لا تحديات الرقعة الخضراء و الفرق ، مهما علا شأنها ، و قوة اللعين الذي يحاول كسب الرهان ، لكنه سيخيب حتما .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!