القنيطرة : العنف بمحيط الثانويات سلوك فردي أو ظاهرة إجتماعية ؟
القنيطرة : العنف بمحيط الثانويات سلوك فردي أو ظاهرة إجتماعية ؟
مليكة بوخاري
إنتقلا الضابطان ” محمد حسيني وأحمد البركي ” عناصر شرطة المدارس يوم الأربعاء 18 ماي 2022 إلى ثانوية أبي حيان التوحيدي بناءا على الشكاية التي تقدم بها أب التلميذ بخصوص ما تعرض له إبنه خلال الأسبوع الماضي حيث أجهز ستة تلاميذ على زميلهم ، ما يعيد للأدهان سلسلة الأحداث المشينة السالفة للعنف الجسدي الذي تعرض له ، هذه السلوكيات اللاتربوية التي صار ينهجها بعض التلاميذ ضد مدرسيهم وزملائهم ، تمس بسمعة منظومة التعليم وتؤثر سلبا على مردودية وإنتاجية الأستاذ والتحصيل العلمي للتلميذ .
لذا تختلف وتتنوع أسباب الشنآن والمشادات بين التلاميذ فيتحول الحوار العادي إلى تلفظ بكلام بديئ وإستعراض العضلات .
وحسب رأي السوسيولوجيين فإن ظاهرة العنف داخل الوسط المدرسي وخارجه تعكس أزمة قيمية داخل المنظومة التربوية وداخل المجتمع أيضا فالمتعلم في حاجة إلى فهم المحيط قبل فهم ذاته ولفهم المحيط لابد من إستدماج القيم والمعايير والسلوكيات التي تؤتث النسق الهوياتي لهذا الأخير ، فالعقل القيمي أو الأخلاقي كما يقول الجابري يوجهه نظام القيم وليس النظام المعرفي لذلك ليس من باب المجازفة القول بأن الأزمة تتجاوز المنظومة التربوية لترتبط بالأسرة والشارع ووسائط تنشئوية أخرى تنطوي في بنيتها الخاصة على توليفة كاملة من التناقضات والأعطاب .
حيث إجراء العقاب في هذا الصدد واردا حرصا على الحفاظ على استتباب النظام وحرمة المؤسسة التربوية ، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة من يتحمل مسؤولية تردي أوضاع المدرسة المغربية ؟
فإن لم يتم ضبط العنف والسيطرة عليه فإن عدوى العنف حتما وقطعا ستنتقل لتصيب تلاميذ آخرين .