إقليم تازة: النقل المدرسي يشكل الحجر الأساس في الجهود الدؤوبة التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إنجاح التمدرس والحد من الهدر المدرسي بالعالم القروي

جمال بلــــة

لتعزيز آليات النقل المدرسي على مستوى جماعات الإقليم، ومن أجل تشجيع التلاميذ على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، والتقليص من نسبة الهدر المدرسي، وتحسين نتائج التحصيل الدراسي، جعلت عمالة تازة، المبادرة من قضية النهوض بالتمدرس، لاسيما بالعالم القروي، في صلب تدخلاتها، وفق فلسفة وروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، بشكل خاص، ومن خلال البرنامج الرابع، “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، قصد إيلاء العناية اللازمة للنهوض بالتمدرس على الصعيد القروي، مع التخفيف من المعاناة اليومية للتلاميذ، وتسهيل ولوجهم إلى خدمات قطاع التربية والتعليم، من خلال تسهيل تنقلهم إلى المؤسسات التربوية، للحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتحسين ظروف التمدرس، خاصة بالنسبة للفتاة القروية، فضلا عن تقريب المدرسة من تلاميذ المناطق القروية والنائية.

وتراهن عمالة إقليم تازة من خلال توفير خدمة النقل المدرسي، ودور الطالب والطالبة للنهوض بالتعليم وتعميم التمدرس ومحاربة الانقطاع عن الدراسة وبالخصوص في صفوف الفتيات القرويات، لتسهيل ولوجهن إلى المؤسسات التعليمية، ضمن غاية تتمثل في تشجيع الفتاة القروية على مواصلة دراستها وتمكينها من حقها في التعلم، على اعتبار أن هذه الفئة هي الأكثر تضررا من ظاهر الهدر المدرسي، وتعكس هذه الرؤية التنموية الأهمية التي توليها عمالة إقليم تازة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كورش ملكي ضخم، انطلاقا من الإيمان العميق بأن التربية والتعليم تعد عماد كل تنمية مستدامة منشودة، إذ تم اقتناء 7 حافلات للنقل المدرسي خلال الموسم الدراسي الحالي يتم استغلالها في الوقت الرهن، بكلفة إجمالية بلغت 2،7 مليون درهم، كما تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 7،5 مليون درهم، لاقتناء 25 حافلة كشطر أول  في إطار اتفاقية شراكة بمساهمة وكالة تنمية أقاليم الشمال والجماعات الترابية المستهدفة، حيث سيتم تسلم مفاتيح الحافلات لرؤساء مجالس الجماعات الترابية المستهدفة وفق فلسفة الاستحقاق والاولوية القائمة على حاجات التلاميذ بالوسط القروي، في انتظار الشروع في الشطر الثاني من هذا المشروع بنفس الغلاف مالي للشطر الأول.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تازة، السيد عزالدين لوكيلي، أن النقل المدرسي يشكل حلا مثاليا للنهوض بتمدرس التلاميذ القرويين بالإقليم الذي يغلب عليه الطابع القروي والجبلي، وذلك من خلال توفير خدمة نقل منتظمة بين المؤسسات التعليمية ودور الطالب والطالبة والدواوير المعنية.

وأضاف السيد عزالدين لوكيلي، أن الإقليم أولى أهمية خاصة لهذا القطاع من خلال اقتناء حافلات للنقل المدرسي بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبمساهمة مجموعة من الشركاء كالجماعات الترابية والمجلس الإقليمي ومجلس جهة فاس مكناس ووكالة تنمية أقاليم وعمالات الشمال، كما أشار إلى مجموعة من الإستثمارات الهامة رصدت من قبل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في هذا الإطار لتحقيق الالتقائية وتحقيق النتائج المنشود في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

ومن خلال هذه المعطيات يمكن القول أن هذه المشاريع التنموية تشكل دعامة أساسية للرفع من القدرات المعرفية للأجيال الناشئة وتحسين مؤشرات التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، وبشكل خاص في صفوف الفتيات بالعالم القروي، إلى جانب تحسين جودة التعلم والرقي بالبنيات التحتية المدرسية من ضمنها التعليم الأولي.