أهمية التواصل الأسري – الجزء الأول –

0

حكيمةالقرقوري
إن الأسرة تتربع على مكانة المؤسسة الاجتماعية الأم بامتياز ،باحتلالها موقع النواة الصلب في مهام التنشئة الاجتماعية لأبنائها ،فهي الوسط الطبيعي والتلقائي المعول عليه لتربية الطفل ،وتوفير حاجاته ، و إشباع رغباته ،واحتضانه بملأ الدفء في عاطفة الانتماء في المراحل الأولى الحاسمة في حياته و المسؤولة على تحديد السمات الكبرى لشخصيته الأساسية وميوله ونزوعه،وعلى تطبيع سلوكه مـع خصوصـيات واقعـه الاجتماعي بذلك يقترن النظام الأسري بمهام تحديد طبيعة الروابط المعنوية و المادية للطفل مع ذاته ،ومع العالم الخارجي الصغير حوله ،وبتوفير الفضاء الملائم للأفكار الإيجابية ،واستنبات المبادئ و القيم المثلى لديه ،والـتي، تعكس ماهية القمع وطبيعة فكره الروحي و الأخلاقي ،وهي توازنات توجد على علاقة كبيرة مع درجـة التماسك الأسري ،ومتانة الروابط الحميمية ،و قوة التواصل بين الأطراف المكونة لها،ومدى إيجابية التفاعـل العلائقي والعاطفي بينهم
،بذلك تأخذ الأسرة موقع الكيان الأساس ،الذي يشكل بداية الانطلاق في التنشـئة الاجتماعية للكائن الإنساني عندما يلبس ثوب الحياة ،وتسري في جسمه دماء الوجود الاجتماعي .
وللتواصل الأسري أهمیة تنعكس على الفرد وتتجلى فیما یلي:
– تعلم كل فرد من الأسرة أهمیة احترام الرأي الآخر، فیسهل تعامله مع الآخرين.
– تعزيز الثقة في أفراد الأسرة مما یجعلهم أكثر قدرة على تحقیق طموحاتهم.
یعتبر وسیلة علاجیة تساعد في حل كثیر من المشكلات في الأسر
يعد التواصل الأسري أساس الوحدة في العائلة والوحدة في العائلة يمكن أن تشبه سلسلة مترابطة كل فرد في العائلة يعتبر حلقة في هذه السلسلة،وهو حلقة قوية مستقلة بحد ذاتها،وتجمع السلاسل يشبه وحدة العائلة.
وفي كثير من الأسر لا يتحدث الوالدين مع الأبناء إلا قليلا،وغالبا ما يكون هذا الكلام عبارة عن أوامر أو تأنيب، مما يجعل الأجواء الأسرية مشحونة،ومتوترة بسبب الجهل بفوائد التواصل الأسري ومزاياه وعدم إدراك أهمية الحوار بين الوالدين والأبناء.
كلما تراجع التواصل بين الزوجين تقدم سوء الظن ليأخذ مكانه والعمل على إيقاف التفاهم تماما أو تدهوره في اتجاه تقويض العلاقة الزوجية انطلاقا من مشاكل بسيطة قد تؤدي إلى هدم كيان الحياة الزوجية.
-أما بخصوص التواصل بين الآباء والأبناء فإن انشغال الآباء طيلة اليوم بأعمالهم والتحاقهم بالمنزل في وقت متأخر من الليل بحيث قد لايجد الوالدان في نفسيهما الاستعداد لسؤال الأبناء عن أحوالهم والإنصات إليهم،يجعل بعض المشاكل الطارئة لدى الأبناء تنمو ويشتد خطرها في غياب وعي الآباء بها نتيجة ضعف التواصل الأسري أو غيابه في فترات جد حرجة من حياة الأطفال والشباب.
-كما أنه في ظل غياب التواصل الأسري يلجأ الأبناء لتعويض هذا التواصل المفقود بتواصل مع زملائهم في المدرسة أو أبناء الجيران، فيصبح لهم التأثير المباشر في تشكيل تصوراتهم وأخلاقهم على نحو قد يتعارض تماما والتنشئة السوية ولا يرضي الوالدين إطلاقا، فقد يصبحون عازفين عن الدرس والتحصيل، أو مدمنين على المخدرات أو متعاطين لبعض الجرائم والفواحش والعادات المفسدة للأمزجة والأبدان. ومن جهة أخرى فإن ضعف التواصل بين الأولاد والوالدين يفقد العلاقة الرحمية بينهما متانتها ومهابتها في نفوس الأبناء، فينعكس ذلك إلى عقوقهم للوالدين واتخاذهم وجهة معاكسة لما يتمناه الآباء، مما يؤشر بقوة على فشل ذريع للتربية الأسرية.
– إن اعتماد مقاربات متناقضة في تربية الأبناء، كأن يلجأ أحدهما لأسلوب اللين، بينما يعتمد الآخر أسلوب الحزم، فيظهر الأبوان أمام الأبناء متناقضين فيتنازعان ويختصمان ـ وأحيانا بحضور الأبناء ـ وتضيع رمزيتهما التربوية.
-إقامة حواجز بين الآباء والأبناء ـ باسم الحياء والوقار ـ خطأ تربوي فادح يحرم الأبناء من تجارب آبائهم في الحياة وتوجيهاتهم، مثلما يفوت على الآباء فرصة تتبع أبنائهم ومساعدتهم تذليلا لما قد يعترضهم من صعاب.
إن علاقة الوالدين مع أبنائهم من أهم العوامل،خاصة إذا كانت مبنية على الاحترام والمحبة والتواصل الجيد،فالتواصل بين الوالدين والطفل مهم جدا،لا سيما في هذا العصر،حيث أصبحت طريقة تفكير أطفالنا متأثرة بالتكنولوجيا المتقدمة والأحداث التي تحيط بعالمنا،كما تؤدي وسائل الإعلام دورا كبيرا في كيفية تفكير الأطفال وتحدثهم . يتبع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!