هل ستسقط هزات بيجيدي القنيطرة سيطرتهم على عاصمة الغرب ؟

0

مليكة بوخاري

إستقالات تهز أركان بيت البيجيدي بالقنيطرة ، احتجاجا على السياسات المنتهجة في تدبير البيت “الإسلامي” من قبل مسؤولي الحزب ، تعبيرا عن الرفض و احتجاجا على سيادة أساليب “الكولسة” في التدبير و “التحكم” في التدبير ، وفق ما صرح به غاضبون .
رحلة جماعية لأعضاء فاعلين و مؤثرين داخل الحزب و لقيادات وازنة به ، ضمنهم رئيس فريق مستشاري الحزب بجماعة القنيطرة “إبراهيم خليل” ، و “عزيز كرماط” الذي غادر الحزب و عاد للعبة السياسية من خلال لائحة مستقلة ، و “عبد السلام الكداري” ، و “علي ازبط” العضو المكلف بقطاع التعمير سابقا الذي سيحمل لون لائحة “الحصان” خلال هاته الاستحقاقات ، و هلم جرا من الترحال في اتجاه تيارات سياسية أخرى سواء داخل القنيطرة أو في الضواحي ، في وضع ترك “عزيز الرباح” ، الوزير و رئيس المجلس ، يواجه عزلة و يشتم نسائم فقدان كرسي منصبه “الرآسي” و تسييره لعاصمة الغرب .
كل هاته الوقائع تأتي في ظل تهديدات كان قد وجهها عدد من قياديي الحزب بالإقليم ، مهددين “العثماني” بالرحيل الجماعي في حالة عدم مراجعة قرار القيادة الانتخابي المتعلق بالتزكيات .
مؤاخذات على القيادة و اتهامات بعدم احترام اقتراحات لجنة الترشيح الإقليمية بإقليم القنيطرة ، و التي انعقدت بتاريخ 14 يوليوز 2021 ، برآسة “محمد يتيم” عضو الأمانة العامة للحزب ، و التي أفرزت “محمد الحرفاوي” البرلماني الحالي ، وكيلا للائحة “المصباح” خلال الانتخابات التشريعية المقبلة ، و “الخطاب زريلة” ، الكاتب المحلي للحزب بجماعة المناصرة ثاني اللائحة ، و المحامية “السعدية صغير” الثالثة و “محمد المومني” رئيس جماعة “سيدي الطيبي” رابع اللائحة .، و هي التزكيات نفسها التي رفضها البعض معتبرا أنها جاءت بفعل “الكولسة” الممارسة .
إختيار ضرب عرض الحائط مع قرار القيادة اعتماد “مصطفى الابراهيمي” وكيلا للائحة “المصباح” بدلا عن “الحرفاوي” ، الأمر الذي فجر موجة من الاحتجاجات ، و أجج رحلة المغادرة القسرية في اتجاه حزب “التجمع الوطني للأحرار” ، شمل مختلف جماعات إقليم القنيطرة و وصل كذلك إلى “سيدي قاسم” و تجاوزه ليشمل العديد من العمالات و الأقاليم .
غضب شمل العديد من قيادات الحزب بمجموعة من الجماعات الترابية و هو ما حملته المراسلة التي تم توجيهها للقيادة و الموقعة من طرف أسماء وازنة و محددة للخريطة السياسية بالقنيطرة و التي ساهمت في وصول “المصباح” لإدارة مجموعة من المجالس بالإقليم .
وضع تنظيمي أرخى بضلاله على المشهد الحزبي “للعدالة و التنمية” و سيرسم لا محالة الخريطة السياسية المقبلة على اعتبار أهمية الأسماء المغادرة و استغلال مجموعة من التيارات السياسية الوضع من أجل تحقيق أكبر عدد ممكن من الأصوات في مختلف الدوائر الانتخابية ، و المعاقل الحصينة أيضا للحزب ، خاصة حزب “التجمع الوطني للأحرار” ، و هو ما عكسته على الأرض نتائج الانتخابات المهنية و حصده للأغلبية المطلقة بتلك الغرف .
إحتقان كبير يسود بيت “المصباح” و قلق من القادم سياسيا و الذي برزت ملامحه من خلال انتخابات الغرف المهنية ، و تواثر هاته الهزات التي انطلقت شرارتها مند إعفاء “بنكيران” من تشكيل الحكومة و تكليف “العثماني” بترأسها ، و ما تلا ذلك من صراع قوي بين تياري “بنكيران” من جهة ، و “العثماني” من جهة أخرى ، مرورا بتمرير قانون “الفرنسة” ، و “التطبيع” و “الكيف” .
كل هذا شكل مواضيع لهزات سياسية و لمرجعية طالما تحدثت عن التعريب على اعتبار أن العربية “لغة القرآن” ، و أن “التطبيع خيانة لقضايا الأمة” لترتمي لاحقا في أحضان “التطبيع مع ميزة الشرف” ، وصولا إلى اللقاءات و التحالف مع “البام” و ما عكسه و سيعكسه كل ذلك من سقوط الشعارات التي بنى عليها “البيجيدي” وجوده السياسي في الخريطة السياسية المغربية .
و لعل إعلان الأمين العام السابق و مؤسس الحزب “عبد الاله بنكيران” ، سابقا ، عن تجميد عضويته في الحزب ، و مقاطعته لوزراء ذكرهم بالاسم ، و على رأسهم “سعد الدين العثماني” الأمين العام الحالي للحزب و رئيس الحكومة لهو تعبير واقعي عن مدى الشرخ و الشيخوخة التي أصابت بيت “البيجيدي” و التي ستطفئ حتما وهج “المصباح” خلال الاستحقاقات المقبلة .
وضعية لخصها ، العمراني ، أحد قياديي الحزب ، في تصريح إعلامي سابق مع إحدى القنوات الفضائية العربية ، بقوله بأن الحزب يعيش حالة من القلق و الغضب و النقاش ، فيما وصفها القيادي في شبيبة حزب “العدالة و التنمية” و عضو المجلس الوطني للحزب “حسن حمورو” ، في تصريح مع نفس القناة ، بالمنعطف الأخطر و غير المسبوق في تاريخ الحزب ، مضيفا أن المجلس الوطني أصبح مغلوبا على أمره أمام الأمانة العامة ، مؤكدا أن العدالة و التنمية يوجد في مفترق الطرق ، فإما أن يستعيد نفسه و يستعيد أطروحته ، أو سيذهب إلى هامش الفعل السياسي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!