من الكركرات إلى بلباو بإسبانيا: إعادة تأمين بطعم الإنتصار

0

هشام التواتي / فاس

إلى أي حد فضحت أزمة الكركرات الأخيرة زيف الأطروحة الإنفصالية للبوليزاريو وعزفها على وتر المظلومية التاريخية؟
ألم يشكل إغلاق معبر الكركرات في وجه حرية التنقل السلمي للأشخاص والبضائع بين المغرب وموريطانيا انتهاكا صريحا للقوانين واستفزازا مباشرا للدولة المغربية؟
ألم يضبط المغرب النفس لسنوات في وجه الإعتداءات المتكررة للبوليزاريو بشهادة المنتظم الدولي؟
هل يعقل أن تستبيح قوات البوليزاريو المنطقة العازلة لتحولها إلى بؤرة خصبة للتهريب ولكل الأنشطة الإرهابية المحتملة دون أن تطالها يد القانون الدولي؟
هل يقبل العقل والمنطق أن يغلق معبر الكركرات في وجه التجارة الدولية خارج أية مشروعية وهل يجب لن يبقى المغرب مكتوف اليدين يتفرج في العبث وانتهاك القوانين؟
ألم يتحرك المغرب في إطار الدفاع عن حقه في تأمين حرية تنقل الأشخاص والبضائع عبر إعادة الأمور إلى نصابها وطرد المرتزقة والإرهابيين إلى ماوراء المنطقة العازلة؟
ألا يمكن اعتبار التأييد المتواصل لمجموعة من البلدان والحكومات لخطوة المغرب الأخيرة في تحرير معبر الكركرات وإعادة تأمينه انتصارا لحق سيادي مغربي مشروع؟
ألم يشكل هذا الحدث صفعة قوية للمرتزقة ولمحتضنها الجار المنكر للجميل الذين يتغنى بما يسميه حق الشعوب في تقرير مصيرها ويتجاهل في ذات الوقت حق القبائل في مطلبها الوجودي؟
لماذا يصر الجار على إطالة أمد الأزمة المفتعلة على الحدود عبر بث الروح في كيان وهمي تتداعى أركانه يونا بعد يوم؟
بالمقابل، ألم تكن الجالية المغربية بإسبانيا صمام أمان وصوتا ثمينا في وجه المرتزقة من دعاة الفساد والتشكيك في المؤسسات؟
بالفعل، فقد أعربت الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا عن انخراطها الفعال والقوي في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
وما بلاغ الوقفة الأخيرة لجمعية التنسيقية للأعمال الإجتماعية والثقافية ببلباو إلا رسالة قوية احتجت من خلالها هذه الأخيرة على ماقامت به شرذمة من عناصر البوليزاريو المقيمة بفالنسيا والتي اعتدت على القنصلية العامة للمملكة المغربية هناك عبر إنزال العلم المغربي من فوق المبنى الديبلوماسي في انتهاك خطير وصريح لاتفاقية فيينا وللعلاقات الديبلوماسية لعام 1961 وكذا اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963.
إن وقفة المغاربة اليوم الأحد 22 نونبر أمام القنصلية العامة للمملكة المغربية ببلباو ليس سوى تجديد للولاء وللتضامن المبدئي واللامشروط مع القيادة الرشيدة لملك البلاد، كما أنها تعتبر دعما صريحا للخطوات الأخيرة التي اتخذتها الدولة المغربية لتأمين معبر الكركرات بفضل الإحترافية العالية ببقوات الملكية المسلحة بدون إراقة قطرة دم واحدة أو تسجيل أية حالة عنف.
لقد كان لوقع وقفة الجالية المغربية بإسبانيا عظيم الأثر في زعزعة ثقة خصوم الوحدة الترابية خاصة وأنها لم يحضر ولو شخص واحد أمام المغاربة المحتجين والذين توالت انتكاساتهم خصوصا بعد إدانة الحكومة الإسبانية لأعمال العنف للتي تعرضت لها القنصلية المغربية من عنف من طرف الموالين لجبهة البوليزاريو وما أرفقها من تداعيات وقرارات في حق المعتدين والمخالفين للقوانين الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!