محاولة لجان تقصي العدوي فك طلاسيم و أسرار البيت المظلم لبعض الجماعات
مليكة بوخاري / القنيطرة
أوفدت زينب العدوي، المفتشة العامة للإدارة الترابية، الأسبوع الماضي، لجانا متفرقة إلى جماعات يرأسها رؤوس أحزاب سياسية، من أجل فتح علبة وفك شيفرة البيت المظلم داخلها خاصة طريقة عمليات تفويت أراضي تلك الجماعات وكيفية تدبير ماليتها المحلية و الجهوية.
وتشمل العملية جماعات ذات رؤوس سياسية نافذة، و التي بقيت دون مراقبة و محاسبة رغم حصولهم على الملايير من السنتيمات من المديرية العامة للجماعات المحلية، في إطار برنامج “التأهيل الحضري”.
تحقيقات، ستعري واقع تلك البيوت الجماعية ذات الرؤوس السياسية الكبيرة، و من الممكن أن تطيح برؤوس هامة، و تضع حدا لمسيرتها و نفوذها السياسي.
تزامنا مع بدء محاكمة ستة رؤساء عزلوا مع مطلع أكتوبر المقبل، بسبب تقارير، عرت خروقات و اختلالات في التدبير بالجملة، أنجزتها المفتشية العامة للجماعات الترابية.
تحركات تأتي متأخرة وسط عجز تعانيه المفتشية في إعمال المراقبة المستمرة لعمل المجالس الترابية المنتخبة، مصاحبة بالتأخر في إصدار المراسيم التطبيقية للقوانين التنظيمية.
و كانت فرق برلمانية قد طالبت المفتشية العامة بضرورة إعمال التفتيش الاستثنائي للتمكن من المراقبة و التحقق من التدبير الإداري و التقني و المحاسبي للجماعات الترابية.
كما سبق للمفتشية أن شرعت، في تنفيذ 22 مهمة لتدقيق و افتحاص الصفقات التي يفوق مبلغها 5 ملايين درهم، المتعلقة بالصفقات المبرمة من طرف الجماعات المحلية، مع إنجاز دليل خاص بذلك.
و كانت مكاتب دراسات دعت إلى فتح تحقيق في الاختلالات التي تشوب الصفقات العمومية للجماعات المحلية، خاصة بعدما كشفت تحريات المفتشية العامة للإدارة الترابية خروقات تشوب هذه الصفقات بالعديد من المدن، تفضي إلى احتكار مكاتب دراسات محدودة جل الصفقات التي يتم الإعلان عنها، مطالبة بالحد من غياب الشفافية و النزاهة، واحتكار الصفقات العمومية من طرف مكاتب دراسات يتم انتقاؤها بعناية للفوز بتلك الصفقات.
و كان الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، قد أعلن في وقت سابق أن المفتشية العامة للإدارة الترابية أنجزت، إلى حدود 15 أكتوبر الماضي، 228 مهمة افتحاص وتفتيش، شملت عدة مجالات، منها التعمير (37)، ومراقبة تدبير الجماعات المحلية (37)، والتحري (32)، وتسليم السلط (22)، إلى جانب قيامها بـ 100 مهمة افتحاص شملت برامج التأهيل الحضري لمدينتي تازة و وزان، وكذا تدقيق الحساب الخصوصي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لـ 70 عمالة وإقليم خلال سنة 2009، في إطار لجن مشتركة بين المفتشية العامة للإدارة الترابية العامة للمالية.
كما نفذت برنامج افتحاص أربع مندوبيات للإنعاش الوطني بالقنيطرة و الخميسات، و سطات و آسفي، إضافة إلى القيام بمهمتي تقصي بشأن مسطرة تسليم جوازات السفر بالناظور و تطوان، كما برمجت 83 مهمة افتحاص للحسابات الخصوصية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، بما يغطي مجموع عمالات وأقاليم المملكة، إضافة إلى إنجاز 10 مهام لافتحاص المشاريع الموجودة في وضعية صعبة.
