ثانوية إبن تاشفين بالجماعة الترابية مطماطة تحتضن ندوة علمية حول التحرش الجنسي والعنف ضد المرأةبتنسيق مع  جمعية المبادرة الوطنية للتنمية الوطنية والنهوض بالمرأة القروية

0

جمال بلــــة / حسين مشواحي

احتضنت ثانوية إبن تاشفين بالجماعة الترابية مطماطة الجمعة 17 دجنبر 2021، يوما دراسيا تحسيسيا لفائدة التلاميذ تحت شعار ” المغاربة يكسرون حاجز الصمت ضد التحرش الجنسي ” في إطار انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها السوسيوثقافي، عبر سبل مختلفة، أهمها إشراك جميع الفاعلين المحليين في الشأن التربوي من خلال تفعيل حقيقي لدور جمعيات المجتمع المدني للقيام بالتوعية والتحسيس دون أن ننسى الدور الذي تلعبه الجماعة المحلية، وذلك بمناسبة الذكرى 19 لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، من تنظيم جمعية المبادرة الوطنية للتنمية الوطنية والنهوض بالمرأة القروية، بشراكة مع الخلية المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بالمحكمة الإبتدائية، ومندوبية وزارة الصحة والحماية الإجتماعية بتازة.

افتتح اليوم الدراسي التحسيسي الذي أشرف على تسيير فقراته السيد حسين مشواحي، بآيات بينات من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني، ثم بعد ذلك استهل السيد مدير ثانوية إبن تاشفين أشغال الندوة، بكلمة رحب فيها بالحضور الذي كان من بينهم السيد خليفة قائد قيادة مطماطة، والكاتب العام للجماعة الترابية مطماطة، الدكتور محمد الحمومي، ممثل الدرك الملكي لمطماطة، رئيس جمعية أباء وأولياء التلاميذ، مدير دار الشباب المسيرة الخضراء تاهلة، رئيسة وأعضاء جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية، والأستاذ الصايل باحث في علم الإجتماع، وعدد من تلامذة المؤسسة التعليمية، وأوضح السيد مدير في كلمته أن المؤسسات التعليمية تعتبر شريكا أساسيا في مناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدا على أهمية تنظيم عدة ندوات ولقاءات تناقش الظاهرة، وأبرز أن العنصر الأساسي في تنمية بلد ما لا يمكن تصوره دون تنمية التلميذ (ة)، حيث أن المدرسة فضاء لتربية الناشئة وتأهليها وجعلها صالحا للمجتمع، والتلميذ (ة) هو مستقبل البلد ومن ثمة تكمن أهمية تنشئته بشكل سليم.

ومن جانبه قدم الدكتور الحمومي عرضا مستفيضا عرّف من خلاله العنف الممارس ضد المرأة على أنّه جرم يترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، وأبرزها العنف القائم على النوع الاجتماعي( الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء) والعنف والتحرش الجنسي (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية) والاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)، وأشار إلى ضرورة وضع ترسانة تشريعية لحماية المرأة من العنف الزوجي والعنف اللفظي والمعنوي والتحرش الجنسي في الحياة العامة أو الخاصة ومنع زواج القاصرات، مؤكدا على أن المغرب قطع أشواطا كبرى في هذا الميدان، بدأ من مدونة الأسرة إلى المصادقة على الاتفاقيات الدولية والتي تصب جلها في مناهضة كافة أشكال الميز المبني على أساس النوع، مرورا بالقانون رقم 103,13 وما جاء به من حماية الحياة الخاصة للأفراد وتجريم تسجيل والتقاط الصور ونشرها دون موافقة أصحابها، بالإضافة إلى الآليات الحمائية التي تم إقرارها في هذا القانون، ثم توج ذلك بصدور القانون رقم 27,14 المتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر الذي جرم مجموعة من الممارسات التي كانت بالأمس القريب تشكل جنحا، كما تطرق إلى أن معظم حوادث الاعتداء والإيذاء التي تطال النساء في الحياة العامة أو الخاصة لا يتم الإبلاغ عنها لأسباب متعددة من بينها غياب العقوبات الرادعة وإحساس الضحية بالعار اللذان يجعلانها تلتزم الصمت.

وفي مداخلة السيد فاطمة الجابري رئيسة جمعية المبادرة الوطنية للتنمية الوطنية والنهوض بالمرأة القروية، أكدت فيها أنه بات من الضروري إشراك الجميع للحد من هذه الظاهرة العنف والتحرش الجنسي ضد المرأة، وبالخصوص الشباب، لكون هذه الفئة قد تساهم مساهمة فعالة في الوقاية من عوامل تنامي هذه الظاهرة، وأكدت أيضا على أهمية تكثيف حملات التحسيس بحقوق النساء والفتيات المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي بين أوساط الشباب.

وفي مداخلته في إطار المقاربة الأمنية، تناول ممثل الدرك الملكي لمطماطة، دور الخلية المحلية ومهامها، وأهميتها في نشر ثقافة مناهضة العنف ضد النساء، مذكرا بتنظيم الخلية المحلية العديد من المبادرات من قبيل تقوية التواصل وعقد اللقاءات والندوات وتنظيم حملات توعوية وتحسيسية بالمؤسسات التعليمية.

ليختتم اليوما الدراسي التحسيسي بمداخلات باقي الحضور، نوه فيه الجميع بالمجهودات الجبارة التي تبدلها جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في ميدان مكافحة العنف ضد النساء والأطفال وخاصة جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية، وما تقدمه من مساعدة ودعم معنوي لهاته الفئة، كما وجهت كلمة للناشئة ممثلة في التلاميذ الحاضرين بالندوة لحثهم على التحلي بروح المواطنة والانخراط الجاد في ترسيخ الأسس والقيم النبيلة خاصة التي تهدف إلى محاربة العنف والتحرش الجنسي بالوسط المدرسي، وكل أشكال العنف ضد الفتيات.

وتم عرض شريط فيديو لشهادات حية لمجموعة من النساء والفتيات تعرضن للتحرش.

وبعد استراحة شاي بمساهمة من الجماعة الترابية مطماطة، تم فتح باب المناقشة تولى الحاضرون الإجابة عنها.

وقد أوصى المشاركون في ندوة  بعدد من النصائح التي تهدف لتوعية الأسرة من الوقوع في خطر التحرش والخروج من دائرة التغاضي عن مثل هذه الظاهرة من الصمت الى النقاش العلمي الهادف، والتي استفحلت في مجتمعاتنا بصفة عامة، والواقع التربوي بصفة خاصة فصارت تهدد فلذات أكبادنا، فهذا الفعل المشين من شأنه أن يفسد أخلاق شبابنا الذي نعول عليه في صناعة مستقبل مشرق، و من شأنه أيضا أن يحط من كرامة بناتنا و يخل بتوازن شخصيتهن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!