تازة الكنز العقاري للمقاول، والكابوس المرعب للمواطن التازي

0

عزوز السرار / تازة

في الوقت الذي تشهد فيه باقي المدن انخفاضا في أثمنة العقار، على عكسها مدينة تازة عقارها في إرتفاع مستمر، فما هي الأسباب من وراء ذلك؟ هل هو غياب كبرى الشركات العقارية مثل الضحى و العمران، مما يجعلنا نفكر أن السبب الرئيسي لعدم دخولها لمدينة تازة هو احتكار العقار من طرف أعيان المدينة، و أن العقار هو قاسمهم المشترك، رغم اختلافهم الدائم و المتواصل في تدبير شؤون تنمية المدينة بجميع قطاعاتها، و خير دليل أغلبية التجزئات السكنية تطلق عليها اسمائهم، هذه التجزئات السكنية التي تبقى حلما مستحيلا و صعب المنال لذلك الشاب التازي الحالم و الطموح، و الذي يعمل في مقهى أو عمل حر براتب لا يكاد يكفي حتى لمتطلبات العيش، فكيف له أن يؤمن سكنا يمكنه من تكوين أسرة في ظل ارتفاع العقار، و عدم احترام القدرة الشرائية للمواطن التازي الذي يعيش ركودا اقتصاديا مهولا لغياب فرص الشغل بالمدينة مما يفتح باب الهجرة أمام شبابها لمحاولة اللحاق بقطار الحياة.
مقارنة تازة بمدينة أخرى يجعلنا أمام تناقض كبير، بحيث المدن الكبيرة المنتعشة اقتصاديا ينخفض فيها ثمن العقار، أما تازة الراكدة اقتصاديا فالعقار فيها كنز لصاحب العقار فقط، تناقض يجعل المواطن لا يستوعب الأسباب التي تتحكم في غلاءها، فهل أصبحنا في أمس الحاجة للشركات الكبرى لتحقيق تكافئ الفرص في السكن اللائق، ام سيستمر مسلسل الاحتكار و بالتالي عزوف الشباب عن الزواج لعدم قدرته في الانخراط في مسكنه الفردي، أو العيش داخل بيت العائلة و ما يترتب عنه من صراعات ومشاكل غالبا ما تنتهي بالطلاق، أو انحلال اخلاقي أسري.
كمواطن تازي ارحب بالشركات الكبرى، لخلق منافسة عقارية تعود على المواطن بالربح، و كذا توفير فرص الشغل للحرفيين  والصناع، مع مراعاة ضرورية احترام المساحات الخضراء التي تعتبر متنفسا خاصة للأطفال و لعدم اختناق المدينة بالإسمنت المسلح فقط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!