جمعية الأمل لداء السكري بتازة تنظم ندوة حول موضوع رمضان وداء السكري
جمعية الأمل لداء السكري بتازة تنظم ندوة حول موضوع رمضان وداء السكري
جمال بلــــــة
نظمت جمعية الأمل لداء السكري بتازة، في إطار أنشطتها الإعتادية بمناسبة شهر رمضان الأبرك، حملة توعوية وتحسيسية بتأطير مجموعة من الأطر الطبية والشبه الطبية، وممثل المجلس العلمي بتازة،تحت شعار : ( رمضان بدون مضاعفات، افحص، استشر، اعتن بنفسك )، بشراكة مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية وبتنسيق مع المجلس العلمي والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة قطاع الشباب بتازة، وذلك يوم الثلاثاء 18 فبراير 2025، بقاعة دار الشباب انوال بتازة، حضرها منخرطي الجمعية ومرضى هذا الداء المزمن الفتاك.
وفي كلمته التوجيهية أبرز إدريس بلــــة رئيس جمعية الأمل لداء السكري بتازة، أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التحسيسية التواصلية بين عموم المرضى ونخبة من خيرة الدكاترة المتخصصين في داء السكري والتغذية على اعتبار العلاقة المباشرة بين التغذية وداء السكري وأهمية الحمية في الحد من تفاقم هذا الداء القاتل وكذا لتزامن عقد هذه الندوة مع حلول شهر رمضان الكريم مما يفرض فتح قنوات التواصل ومناقشة مشاكل هذا الداء وسبل تجاوز الأزمات والمشاكل الصحية خلال هذا الشهر الكريم.
وأضاف على أن الصيام خلال رمضان يعتبر التحدي الذي يواجه العديد من مرضى السكري، ولذا فإن تهيئة المرضى بالطرق السليمة قبل الشهر الكريم يعد أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على سلامتهم وحمايتهم من المضاعفات، وإن تهيئة المرضى بالطرق السليمة تشمل عدة جوانب، بدءا من تحسين نظام التغذية، وتنظيم جرعات الأدوية والأنسولين، ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، وضرورة استشارة الأطباء المختصين، كما إن فهم التحديات التي يواجهها مرضى السكري خلال شهر رمضان، وتحديد الاحتياجات الخاصة بهم، هو أمر بالغ الأهمية في تقديم الرعاية الصحية الملائمة كما تم تسليط الضوء على الضوابط الدينية التي تحث مرضى السكري على أخذ الرخص الشرعية وعدم الإصرار على الصيام في حال منعهم الأطباء من ذلك.
بعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة زكية الغفولي، الطبيبة الرئيسة بمركز الفحص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم بمندوبية الصحة بتازة، وتحدثت في بداية هذه الندوة التي حضرها مجموعة من مرضى السكري عن هذا المرض المزمن وعن اسباب ظهوره والتي لخصتها إجمالا في عوامل وراثية وعائيلة، وكذا الإفراط في تناول الطعام وبالأخص السكريات وقلة النشاط البدني اللذان يؤديان إلى زيادة الوزن وبالتالي تزداد احتمالية الإصابة بالسكري بالاضافة الى تناول بعض الادوية بدون إستشارة طبية، لضمان السلامة الصحية المطلوبة التي تتم وفقا لحالة كل شخص.
وشددت في كلمتها على ضرورة زيارة الطبيب المعالج بانتظام ومناقشته في كل كبيرة وصغيرة قبل الإقدام على الصيام، معتبرة أن الطبيب المعالج والمتابع عن كثب لحالة المريض هو المؤهل الوحيد لتحديد هل باستطاعة مريض داء السكري الصيام أم لا، وكشفت على أن أعراض المرض يمكن أن تتقافم إلى الأسوأ إذا لم يتبع المريض الحمية الغذائية ويتبع نصائح الطبيب.
أما الأستاذة عزيزة الݣميحي الإخصائية في مجال التغذية فقد قدمت عرضا حول الوجبات الغذائية التي يجب أن يتناولها مرضى داء السكري طيلة شهر رمضان لتجاوز مشاكل صحية مرتقبة، معتبرة أن العديد من المرضى الممنوعين من الصيام يتناولون وجبات الإفطار والعشاء والسحور مع أفراد عائلتهم، مما يفرغ رخصة الإفطار الممنوحة لهم من المحتوى حيث يتناول المريض كميات كبيرة من السكريات تجعله عرضة للإغماء أو للإصابة بأمراض قاتلة من قبيل القلب والقصور الكلوي.
وقدّمت عزيزة الݣميحي في النّدوة مجموعة من التوجيهات العامة والنّصائح لاتباع نظام غذائي صحي وسليم خلال أيام شهر رمضان، مؤكدة على ضرورة الالتزام ببرنامج معين وتناول أنواع خاصة من الأغذية واجتناب أخرى مضرة، خاصة في وجبتي السحور والفطور، لتفادي مجموعة من المشاكل الصحية التي تسببها عشوائية التّغذية خلال الشهر الفضيل، فنصحت بالاستفادة من الأغذية المفيدة التي تهضم ببطء هي تلك التي تحتوي على الحبوب مثل القمح والشوفان والفول والعدس، والطحين الأسمر والخبز الأسمر، والابتعاد عن الأغذية سريعة الاحتراق التي تحتوي على السكر الأبيض والطحين الأبيض وغيرها، أما الأغذية الغنية بالألياف كالخضراوات، والفواكه.
وفي الأخير عزيزة الݣميحي نصحت بالحرص على تناول غذاء متوازن يحتوي على الخضراوات والفواكه والنشويات واللحوم خاصة الدجاج والسمك، أما الأغذية المقلية فهي غير صحية، فقد تسبب عسر الهضم وازدياد الوزن.
ومن جهته الأستاذ الصغير المصباحي عضو المجلس العلمي بتازة، قدم بعض النصائح والأحكام من حيث الصيام والإفطار لمرضى السكري من الناحية الدينية خلال هذا الشهر الفضيل الذي لا تفصلنا بينه الا ايام قليلة، مؤكدا على أن الله عز وجل رخص للمرضى الإفطار وتقديم فدية إفطار صائم، معتبرا أن المريض المصاب بداء السكري يجب أن يفطر إذا أمره طبيب بذلك، وإذا أصر على الصيام فإنه ويلقي بنفسه إلى التهلكة، مبينا الأحكام الشرعية في ذلك، عارضا للآيات والآحاديث التي تمنع او تسمح بالصوم، وفسر الموقف الشرعي من الإفطار في رمضان، فإذا لم يستطع المسلم الصومَ فإن له رخصة الإفطار، إذا كان الصوم يضُرّ بصحته بقول الأطباء المتخصصين، فيجب عليه أن يفطر، حفاظًا على صحته؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقال سبحانه فى خصوص الصوم: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
وتابع الأستاذ الصغير المصباحي، “ويقول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، والمعنى: أنه يُرَخَّص للمسلم المريضِ مرضًا يُرجَى بُرؤُه ولا يستطيع معه الصومَ وللمسافرِ كذلك- الإفطارُ فى رمضان، ثم عليهما القضاءُ بعد زوال العذر والتمكن من الصيام، فإن كان المرض طارئًا فعلى المسلم أن يقضى ما أفطره عندما يزول العارض، أما إذا كان مريضًا مرضًا لا يُرجَى شفاؤه وهو ما يُعرَف بالأمراض المزمنة ولا يَقْوَى معه على الصيام، أو كان كبيرًا فى السن، بحيث يعجز عن الصيام وتلحقه مشقة شديدة لا تُحتَمَل عادةً فلا يجب عليه الصيام، وعليه فدية؛ إطعامُ مسكين عن كل يوم من الأيام التى يفطرها من رمضان، لأنه أنفع للمسكين.
وتناول عضو المجلس العلمي بتازة، في عرضه حول رمضان وداء السكري وتحدث عن الصيام والصبر الجميل وعن فوائد الابتلاء التي عددها في تهذيب النفس وتصفيتها من الشر والتقرب من الله عز وجل واخنبار الصبر وانتظار المريض للفرج، ونبه إلى أنه مع ذلك ينبغي التداوي بالأدوية المباحة وذكر في الختام أن رخصة إباحة الإفطار في رمضان مباحة للذين يسبب لهم الصيام ازدياد المرض أو تأخر الشفاء أو الإصابة بالتعب والمشقة أو إحداث مضاعفات خطيرة لأن الله سبحانه وتعالى يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وفيما يخص الذين لا يستطيعون الصيام ولا يرجى أن يتمكنوا من ذلك فعليهم بالفدية.
هذا واستفاد 70 من المنخرطين بالجمعية بالموازاة مع عقد الندوة من آلة لقياس نسبة السكر في الدم مع لوازمها، وكان الاهتمام بالمصاب بداء السكري حاضرا في مشروع جمعية الأمل لداء السكري بتازة.