طموح الشباب والفكر الإنهزامي

0

بقلم : مليكة /بوخاري القنيطرة

الطموح مفهوم عام مرادف لمستوى تملك سلطتي المعرفة و الإرادة و التحدي لبلوغ هدف مرسوم سواء تعلق الامر بالامم أو بالأفراد، فهو بهذا الفهم نوع من التعالي الذي يسعى الشخص الى بلوغه من خلال نظرة تفاؤلية للواقع و بأساليب تمكنه من فهم الواقع أولا و العمل على تغييره ثانيا من خلال تذليل العقبات العميقة للوصول إلى الهدف المنشود و المثابرة في التصدي لكل معيقات الوصول من خلال الإصرار على الوصول الى الهدف المنشود والتفوق وتحقيق النجاح .
إن طموح الشعوب الفقيرة يختلف تماما عن طموح الشعوب المتقدمة، فطموح الشعوب الفقيرة يتمثل في الوصول الى قدر معين من العيش الكريم و ضمان الإستقرار المادي و المعنوي و النفسي و الروحي، اما الشعوب المتقدمة فطموحها عال و يتناسب مع المستوى المعيشي لأفرادها و دخلهم المرتفع و نمط التربية و التعليم المنتهج.
و مع ذلك فالطموح يبقى غير مرتبط بالفقر أو بالغنى، لأن هاته الطموحات نجدها تختلف داخل نفس المجتمع، و تتفاوت من شخص لأخر ومن زمن الى أخر وكما يقال “لكي تكون ناجحا في حياتك ارفع سقف طموحاتك الى أكثر مما تستطيع واخفض سقف توقعاتك الى اقل مما تستطيع .
كما ان الطموح مرادف للرغبات و الميول، فهناك من يجد ذاته في المجال الثقافي او المهني او العلمي … او نفسي لضمان عمل مستقر و دخل قار يمكنه من بناء اسرة و تحقيق استقرار مادي و عاطفي و بالتالي حياة سعيدة.
و هناك نوع اخر من الطموح يسمى الطموح الطبيعي، اي ذلك المبني على القدرات العقلية و الملكة الطبيعية في رسم خطاطة الحياة و الاصرار على الوصول من خلال توظيف كافة الملكات الممكنة لديه، يدفعه إلى ذلك نوع من الإصرار كما قال الشافعي ” بقدر الكد تكسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي ومن طلب العلا بغير كد اضاع العمر في طلب المحال ”
يعتبر الطموح نحو المستقبل افضل امنية مشروعة لكنه اذا تجاوز الحد المقبول من المنطق فقد يتحول الى مشكلة كبيرة بحيث يشعر بعض البشر بانهم في سباق ليس له نهاية مثال على ذلك اصحاب الملايين حيث يقضون معظم حياتهم في التوقيع والبحث عن صفقات مالية دون ان يعيشوا حياتهم والاستمتاع بها ، فطموح هؤلاء يشبه كثيرا ألسنة النار التي لا تكتفي وتطلب المزيد ، نادرا ما ينعمون بالرضا والقناعة .
وتأكد المدونة الطبية النفيسة الأمريكية أن العديد من الاشخاص يصرون على تبديد سنوات حياتهم وأوقاتهم الثمينة في سبيل الوصول الى القمة وعندما يحقق الطموح يهذرون اللحظة ويضيعون الفرصة للإستمتاع كان هدفهم الوحيد الصعود من قمة الى أخرى.
وهناك فئة من الشباب يتمتعون بمؤهلات عالية وطموحات جمة إلا أن الظروف المعيشية والضغط الأسري يحول دون بلوغهم لأهدافهم المتوخاة ويجعلهم غير واثقين من طموحهم ومن مواقفهم فيجعلون انفسهم ضحايا المجتمع ويتخفون وراء إنهزاميتهم وخوفهم من أراء الناس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: عفوا هدا المحتوى محمي !!