تستعد مدينة فاس، ابتداء من يوم الجمعة، لاحتضان النسخة الثامنة والعشرين من مهرجان الموسيقى العالمية العريقة، في تظاهرة ثقافية وفنية كبرى ستحتفي بالإبداع الإنساني من بوابة الروح والطبيعة.
المهرجان، المنظم هذه السنة تحت شعار “انبعاثات، من الطبيعة إلى المقدس”، يعد الجمهور بعروض غنية ومبهرة تجمع بين الموسيقى، الصورة، والفن البصري، من خلال عروض خرائطية مبهرة ستنار بها واجهات باب الماكينة، ضمن عرض افتتاحي ضخم يرسخ توجه المهرجان نحو تجربة متعددة الحواس.
وتحمل دورة هذه السنة رسالة فكرية وجمالية عميقة، تجعل من “الانبعاث” محورا فلسفيا وفنيا يستلهم من التقاليد الروحية والثقافات الكونية دعوة متجددة نحو الإبداع، مع استحضار دور المغرب كنموذج في الربط بين الأصالة والانفتاح، وبين الجذور الروحية والانبعاث المعاصر.
وتحتل مدينة فاس مرة أخرى موقع القلب في هذا المشهد الثقافي العالمي، باعتبارها موطنا لجامعة القرويين، أعرق مؤسسة علمية في التاريخ، ومنارة روحية وثقافية أضاءت شمال إفريقيا وعمقها جنوب الصحراء.
وفي هذا السياق، ستلتقي فاس بمدينة فلورانس الإيطالية في تحالف رمزي يستحضر روحية عصر النهضة في أوروبا، ويستدعي مشاهد الانبعاث من رماد الأزمنة نحو أفق التجدد.
إرسال تعليق