مشرع بلقصيري : حفل تقديم وتوقيع كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية للدكتور مبارك الطايعي
مشرع بلقصيري : حفل تقديم وتوقيع كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية للدكتور مبارك الطايعي
حكيمة القرقوري
احتضنت قاعة دار الشباب القدس مشرع بلقصيري إقليم سيدي قاسم حفل تقديم وتوقيع كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية لمؤلفه الدكتور مبارك الطايعي الذي نظمته “جمعية الشراع الثقافي ببلقصيري” يوم السبت 12 مارس 2022 على الساعة الخامسة مساءا
استهل الحفل بكلمة السيد جعفر الرحالي عضو جمعية الشراع الثقافي مرحبا بالأستاذ الدكتور مبارك الطايعي والطلبة الباحثين ومختلف فعاليات المجتمع المدني.
وفي كلمة السيد حسن منتصر طالب باحث في سلك الماستر الذي أتحفنا بقراءة لما يتضمنه كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية للدكتور مبارك الطايعي متسائلا لماذا اختارالأستاذ مبارك الطايعي هذا العنوان بالضبط ؟
مسترسلا أن كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية مكننا من إعادة النظر في هذه المشاريع لمقاربة القضايا التنموية بشكل منهجي وفق منطق المشروع، وكل تدخل في هذه المشاريع لابد أن يتحلى بمجموعة من الخطوات لأهمية الكتاب سواء تعلق الأمر بالفاعل المدني أوالسياسي أو كل من أراد مقاربة للمشاريع التنموية بطريقة موضوعية .
ولما يتضمن الكتاب تحت عنوانه أعطيت الكلمة للأستاذ الدكتور مبارك الطايعي الذي قدم قراءة مستفيضة في ثنايا فكرة الكتاب ، مؤكدا أن التفكير في ثناياه مرتبط بسلسلة من التجارب أشرف على تقديمها في مسارات طويلة من تخصصه في الحقل التنموي سواء مع المنظمات الدولية أو المؤسسات الوطنية في إطار التفاعل مع قضايا علاقة الفاعل بالتنمية التي لا يمكن قياسها إلا على مستوى الفعل في منطقة معينة ، لما نعيشه اليوم من أسئلة على مستويات نمودج تنموي جديد فيه إشارة فعلا بصدد البحث عن نموذج نقيس به الوضع التنموي على الواقع المحلي و الوطني لأن التنمية في تطورها جعلت محورها الانسان وبالتالي لم تعد مقتصرة على مؤسسة دون أخرى ، مسترسلا أن جزء من إرهاصات الكتاب خلال عمله ، لمجموعة من المحطات الخاصة بوزارة الفلاحة لمدة تسع سنوات ، حيث باشر العمل في العديد من البرامج التنموية ومن خلال تقييم هذه البرامج على مستوى الإعداد تبين أنها غيبت الإطار المؤسساتي المرتبط بالتنسيق وبدل التخفيف من حدة الفقر ازداد بنسبة تفوق %25 وهذا طرح آنداك إشكال المقاربات ما أدى إلى تغيير مفهوم التنمية فلم يعد مرتبط بالدولة كمركز وهيئة بل ارتبط بأدوار الفاعلين و أصبحت التنمية قضية الجميع .
فلهذا سؤال المقاربة ارتبط بسؤال الفعل الإجتماعي الموجه نحو مشكلة سلبية أو أقل إيجابية نريد أن نعدلها لأنها تعيق المسار في التطور، سواء من الناحية الاقتصادية أو الإجتماعية أو البيئية ، و في إطارما تم معالجته في البرامج التي شارك فيها و التقارير التي اطلع عليها ، تخللها إشكال توجيه الفعل على مستوى الواقع وكان أكثر من يعاني منه الفاعلين أنفسهم ، نحن اليوم أمام أسمى قانون آلا هو الدستور بعد القوانين التنظيمية لأول مرة على مستوى الشأن الترابي تمنح للجماعات الترابية اختصاصات ذاتية ومشتركة ومنقولة تبرز دورالفاعل الترابي على مستوى التنمية بمنهجية تقوم على التخطيط أوالتدبير.
مشيرا أن آخر مصطلح في التنمية هو التنمية البشرية التي ترتكز على مؤشرات ، والوضعيات السوسيو اقتصادية التي تحدد باسم الفقر والتي لا تقاس بمقاربات نقذية بل بأبعاد تحدد طبيعة هذه الوضعيات . والتناقض الذي يحصل بين هذه المقاربات فحينما تكون أمام مجال أو مجتمع يكون له مجموعة من القدرات والامكانيات لكن واقعه لا ينسجم معها والسؤال لا يتعلق بالموارد والامكانيات بل بالفاعل ، ومنطق المشروع يمكنك من تصحيح الخطا في المشروع على مستوى برامج التنمية الذي يقوم على التخطيط وفق أهداف قابلة للتحقق موضوعيا ومبني على مؤشرات دالة على نتائج مرصودة مسبقا .
وفي سياق التقديم والتوقيع لهذا الكتاب خصصت مجموعة من مداخلات الحضور
1- المداخلة الأولى : للسيد عزيز القاسمي
هناك مجموعة من المعيقات الداخلية والخارجية التي تحول دون تحقيق تنمية متماسكة الأبعاد تجلت ضمن التزايد السكاني وارتفاع نسبة الأمية وغياب الوحدات الإنتاجية والعولمة والديون الخارجية .
2- المداخلة الثانية : للأستاذ خالد السايب
الإنطلاق من الصراع الموجود بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية والمواطنة ، والمعاناة الحقيقية اليومية تتجلى في :
– تقدم القوانين التنظيمية على الممارسة الفعلية
– ضعف التكوين داخل الديمقراطيات الثلاث
– غياب الهيئات الاستشارية في برمجة المشاريع التنموية
– غياب المقاربة التشاركية .
3- المداخلة الثالثة : للسيد عبد الله الغزالي
فيما يخص كتاب بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية هو كتاب تتخلله مجموعة من التقنيات التي تساعدنا على التخطيط الممنهج للمشاريع التنموية وكيفية التعامل مع الطوارئ في هذه المشاريع وفق منهجية منطق المشروع.
4- المداخلة الرابعة : للسيد سلام البدوي
لا يمكننا الحديث عن عملية التنمية دون الثقافة فبالنسبة للتشريع المغربي في إطار الجهوية الموسعة طرح إشكال الترسنة القانونية التي لا تتناسب مع المنتخب في الجماعات الترابية خاصة في بعض المقترحات التي تعتبرجوهرية على مستوى تحقيق التنمية المحلية “لجنة المساواة “و “المخطط الجماعي ”
5- المداخلة الخامسة : للسيد قاسم بونوار
إنطلاقا من عنوان الكتاب” بيداغوجيا تقنيات إعداد المشاريع التنموية ” بالنسبة لبيداغوجيا وتقنيات هما الكلمة المفتاحية .
سؤالي بأي رأسمال بشري ستكون هذه البيداغوجيا وتنزيل هذه التقنيات ؟
فنسبة الأمية كما ذكر الأستاذ تصل إلى % 48 على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة وإذا تم استثناء المجالات الحضرية الكبرى الرباط ،سلا والقنيطرة ثم تمارة ستتجاوز نسبة الأمية %70
ونحن بحاجة إلى اعداد مشاريع تنموية ترفع من ميزانية الجماعة الترابية من أجل تحقيق طفرة نوعية في التنمية .
و ردا على جميع المتدخلين على كل ما طرح تناول الكلمة الدكتور مبارك الطايعي :
حاولت أن أطرح سؤالا ماهي الفكرة الغامضة في الكتاب؟
دفعتني هذه التجربة إلى دعوة جميع الفاعلين لإعادة التفكير في إعداد المشاريع التنموية وهذا التفكير أعطيته كلمة بيداغوجيا ولم أعطه تقنيات لأن فكرة الكتاب لا تقوم على المقاربة التقنية ، فهو لا يقدم تقنيات بل مقاربة تشاركية تقوم على مبدا “العمل مع ” التي تضمن مشاركة الجميع ويرتكز هذا المفهوم على مقولة غاندي المشهورة
” ما تفعله من أجلي بدون إشراكي فأنت تفعله ضدي”
لأن التطور الذي عرفه مفهوم التنمية جعله يرتبط بهذه المقاربة
فالتنمية في بعدها الاجتماعي لا بد أن تقوم على مقاربة ثقافية لأنها تعكس طبيعة البنية الاجتماعية في مستوياتها الكبرى و الفعل الذي يتحرك داخل هذه الرؤية يرقي من العملية التنموية .
هذا الكتاب ليس نظريا بل تجربة ميدانية ونتيجة لدروس وتكوينات في اطار الدورات التكوينية التي تستهدف تقوية قدرات العاملين في حقل المجتمع المدني .